لوبانغو 18 جانفي 2010 (من مبعوث وات جمال خضري) عقد المنتخب التونسي لكرة القدم مهمته في بلوغ الدور ربع النهائي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم (أنغولا 2010) بعدما اكتفى بالتعادل صفر/صفر مع نظيره الغابوني يوم الاحد بلوبانغو في اطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة. وتعتبر هذه النتيجة ايجابية للمنتخب الغابوني الذى رفع رصيده في الصدارة الى 4 نقاط مدعما موقعه في سباق التأهل الى دور الثمانية. وسيحسم مصير التأهل الى الدور القادم خلال الجولة الاخيرة التي ستجمع بين المنتخب التونسي ونظيره الكاميروني من جهة وبين المنتخب الغابوني ونظيره الزامبي من جهة اخرى. ويبدو منتخب الفهود في وضعية مريحة مقارنة بمنتخب نسور قرطاج اذ يكفي ابناء المدرب الان جيراس التعادل امام زامبيا للمرور الى الدور القادم خلافا لزملاء كريم حقي الذين سيكونون أمام حتمية الانتصار أمام الكاميرون لمواصلة المشوار في هذه النهائيات القارية. ورغم الأداء المتوسط للظهير الايمن سهيل بالراضية فإن المنتخب التونسي كان موفقا اجمالا من حيث التنظيم الدفاعي بقيادة الحارس ايمن المثلوثي الذى كان كعادته متالقا في عرينه غير ان الفريق لم يجد توازنه بعد على مستوى التنشيط الهجومي. ويتعين على المنتخب التونسي تدارك الموقف في لقاء الامل الاخير امام منتخب الأسود غير المروضة الذي أنعش آماله في الترشح بفوزه على زامبيا 3-2. وبعد مردود متوسط لا غير في المقابلتين الأوليين أعرب بعض الملاحظين عن عدم تشاومهم بخصوص فرص تاهل المنتخب التونسي الذى يضم مجموعة من اللاعبين الشبان تنقصهم خبرة هذه المواعيد الهامة. والأكيد ان المدرب فوزى البنزرتي لا يملك عصا سحرية لتدارك الوقت المهدور ويتوجب عليه تحفيز لاعبيه خلال الايام الثلاثة القادمة. كما يتعين عليه ايجاد المعادلة الصعبة بين تركيز دفاع صلب وتأمين هجوم ناجع أمام منافس كاميروني محنك ومعزز بافضل لاعب افريقي المهاجم صامويل ايتو. وقد سنحت للمنتخبين التونسي والغابوني عدة فرص سانحة للتسجيل خلال المباراة الا ان النجاعة لم تكن في الموعد في غياب اللمسة الاخيرة. وقد كان امين الشرميطي قاب قوسين او ادنى من افتتاح النتيجة بعدما استفاد من تمريرة خاطئة من المدافع الغابوني لحارس مرماه لكن مهاجم اتحاد جدة السعودى فقد توازنه اثر مراوغته الحارس وسقط ارضا قبل ان ينهض ويسدد كرة قوية ابعدها اكويلي من امام المرمى. كما كان المنتخب الغابوني خطيرا عن طريق مولونغي الذى اختير افضل لاعب في المباراة وكوزان الذى طالب بركلة جزاء في نهاية اللقاء بعد احتكاك داخل المنطقة مع عمار الجمل. ورفض العديد من لاعبي المنتخب التونسي الادلاء بتصريحات اثر نهاية المقابلة بسبب خيبة الأمل التي أصابتهم في حين قاطع المدرب فوزى البنزرتي الندوة الصحفية ليحضر مكانه المدرب المساعد سامي الطرابلسي الذى اشار الى ان المنتخب التونسي لن يرمي المنديل وسيدافع عن حظوظه الى اخر لحظة. وقد لخصت تصريحات شوقي بن سعادة الشعور السائد في الفريق اذ اوضح لمبعوث وكالة تونس افريقيا للانباء (وات) إلى لوبانغو "الانتصار كان في متناولنا. خلقنا عدة فرص وكان باستطاعتنا التسجيل وانتزاع النقاط الثلاث" مضيفا " لم تحسم الامور بعد في هذه المجموعة وسنبذل قصارى جهدنا من اجل ضمان التأهل". ومن جهة اخرى ورغم الفوز على زامبيا فان مدرب المنتخب الكاميروني بول لوغوان ومختلف اللاعبين حافظوا على هدوئهم. ولاحظ المدرب الكاميروني في هذا السياق "وجدنا صعوبات كبيرة في الشوط الاول قبل ان نتدارك الموقف لاحقا. لست مرتاحا للاداء الجماعي وسنقوم بتحليل مردود الفريق قبل مباراة المنتخب التونسي". وينتظر لوغوان ان تكون المباراة صعبة امام تونس مشيرا الى ان "هذا اللقاء سيكون حاسما للتأهل الى الدور ربع النهائي". واضاف "يجب علينا الان استرجاع قوانا وتقييم المردود الذى قدمناه امام المنتخب الزامبي ذلك انه بالرغم من الفوز فان الفريق لم يكن متميزا على جميع المستويات. لقد واجهنا منافسا جيدا واظهرنا قوة ذهنية كبيرة ما ساعدنا على تحقيق الفوز". وأعرب عن الاعتقاد ان "وضعية فريقه جيدة قبل مباراة تونس لكنه مطالب في لقاء الخميس بالظهور بأفضل مستواه حتى يتمكن من المرور الى الدور ربع النهائي" مضيفا " ان الترشح الى الدور القادم سيشكل الانطلاقة الحقيقية للمنتخب الكاميروني باعتباره سيحرر اقدام اللاعبين" امام الغابون قدمنا مقابلة محترمة لكن النجاعة كانت غائبة لكن ضد زامبيا كان مردودنا سيئا على امتداد الفترة الاولى لذلك يتحتم علينا تقييم هذا المردود والوقوف على النقائص". واكد لوغوان " لم اكن منتشيا بعد كسب بطاقة العبور الى المونديال. كنت اعلم ان هذا الفريق هش لما توليت الاشراف على حظوظه فقد كان يحتل المركز الأخير لمجموعته وهذه الهشاشة لم تمح بصفة بنهائية". واعترف ان العديد من لاعبيه تقدموا في السن مبينا / صحيح اننا نملك لاعبين مخضرمين لكن عملية تسليم المشعل يجب ان تتم بذكاء وذلك بتقديم افضل تشكيلة ممكنة. واوضح في هذا السياق / ان المساندة التي قدمها سونغ كانت مفيدة في مرحلة التصفيات لكنه الان في منافسة مع الاخرين. انني بصدد المشاهدة والملاحظة". كما تحلى لاعبو المنتخب الكاميروني بنفس الحذر فلاحظ صامويل ايتو ان الفريق قد استعاد لحمته وتمكن من تحقيق فوز مهم لكن المامورية لن تكون سهلة امام المنتخب التونسي الذى سيلعب ايضا من اجل التاهل الى ربع النهائي في الجولة الثالثة. وكان جيريمي نجيتاب بدوره حذرا /ستكون المقابلة القادمة صعبة على المنتخبين على الرغم من اننا اظهرنا قوتنا يوم الاحد امام زامبيا. المهم بالنسبة لنا احراز النقاط الثلاث لكن لا نعلم ما الذى يخفيه لنا القدر. اننا نخشى القدرات الفنية والتكتيكية التي تتميز بها كرة القدم المغاربية". وسيكون امام المنتخبين ثلاثة ايام للاستعداد لهذه المواجهة المرتقبة. وسيكون على المدرب فوزى البنزرتي الذى سيقود الفريق صباح الاثنين لحصة تدريبية لإزالة الارهاق التعامل مع مجموعة شابة وحلول منقوصة خاصة في الهجوم لتحقيق الانجاز يوم الخميس على ملعب توندافالا الجميل الذى كانت فيه الأجواء احتفالية يوم الأحد بحضور اكثر من 20 الف متفرج من بينهم حوالي 200 محب تونسي تحولوا من تونس الى لوبانغو يوم اللقاء على متن طائرتين خاصتين.