تونس (وات)-بينما تحتفل تونس هذه الايام بالذكرى 12 لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة،تتولى مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات منذ يوم الجمعة الى غاية يوم السبت، تنظيم ندوة حول الهادي نويرة، "احد اهم رجالات الدولة الذين عملوا الى جانب الحبيب بورقيبة وهو اخر من بقي معه من جيل الثلاثينات" حسب ما افاد به عبد الجليل التميمي،استاذ مختص في التاريخ الحديث ورئيس المؤسسة. فبعد الموعد الاول الذي التام حول الهادي نويرة في افريل الفارط بحضور عديد المؤرخين والشخصيات السياسية،تحتفي المؤسسسة للمرة الثانية على التوالي "برمز الليبرالية الاقتصادية" على نحو يدعو الى مزيدالتفحص في هذه الشخصية المحورية والتمحيص اكثر في كل ما من شانه ان يضيء التاريخ المعاصر للبلاد. وقد افاد التميمي انه "نظرا لاهمية هذه الشخصية،راينا تنظيم هذه الندوة بمشاركة عدد من المؤرخين والباحثين، فضلا عن عدد من الشخصيات الوطنية ممن عرفوا عن قرب المرحوم الهادي نويرة واشتغلوا معه، وقد قبلوا المشاركة لموقع هذه الشخصية الفاعلة في الدولة والحزب وبصفة اخص في الحركة النقابية" وما صاحبها من تداعيات،الايجابية منها والسلبية على حد السواء. وخلص بالقول الى ان الهدف الاساسي يبقى في تقفي الدور المفصلي الذي لعبته هذه الشخصية المحورية بغية التقصي للحقيقة والوقوف عليها. وقد تناولت جلسة الجمعة عدة محاور بحثت على وجه الخصوص في النشاط السياسي لهادي نويرة بفرنسا وعرجت بالنظر في تكوينه العلمي و الثقافي والحقوقي . فقد تحدث الوزير الاسبق مصطفى مصمودي عن مسيرة الهادي نويرة كما تطرق الحضور الى دوره في تنمية صحراء رجيم معتوق والملف الاقتصادي الذي اخذه على عاتقه فجر الاستقلال حيث كان اول من عين على راس وزارة المالية. وتواصلت هذه الندوة اليوم لتتيح تدارس تمشي الهادي نويره باعتباره اول من وضع السياسات المالية والنقدية لتونس الحاضر وبحث النهج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي له على نحو ساعد في بناء الدولة الحديثة، فضلا عن تسليط الاضواء على اسهاماته الصحفية مع فرحات حشاد في الصحيفة الاسبوعية/ميسيون/. يشار الى ان الهادي نويرة الذي شغل منصب الوزير الاول من 7 نوفمبر 1970 الى 24 افريل 1980 ولد في المنستير يوم 6 افريل 1911 وتوفي اثر مرض عضال فجر 26 جانفي1993 . فالهادي نويرة،بتبنيه للسياسات الاقتصادية الليبرالية، قد مهد لانخراط تونس في مساق الدينامية الاقتصادية العالمية وقد كتب مازري الحداد ليقول "ان بناء تونس الحاضر لم يكن نتاجا لصدفة المعجزة بل حصيلة فكر فاعل نبض عن الهادي نويرة وبرزت ملامحه منذ الستينات. السابق