تونس (وات)- قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليسارى محمد الكيلاني إن العقيدة التي استخدمها الجهاز الأمني في قمع المواطنين الذين تجمعوا بشوارع العاصمة لإحياء ذكرى الشهداء هي "عقيدة انتقامية" يؤكدها بحسب تعبيره "التدخل العنيف والبشع لقوات الأمن في حي الملاحة بضاحية رادس في نهاية الأسبوع المنقضي." وأوضح الكيلاني خلال ندوة صحفية نظمها حزبه صباح الثلاثاء بمقره بالعاصمة أنه "خلافا لما تم ترويجه لم توجد بشارع بورقيبة ولا بالأنهج المتاخمة له يوم الحادثة لا حجارة ولا عصي لدى المحتفين بعيد الشهداء" بل كانت هذه الأدوات "لدى قوات الأمن وميليشيات تابعة لحركة النهضة"على حد قوله. كما أدان ما أسماه "تعدى قوات الأمن والميليشيات" التي قال إنها كانت تعاضده "بوحشية يوم 9 أفريل على مقر الحزب وعلى مواطنين احتموا به وعلى منخرطيه" ،مضيفا ان التوجه الذي اتخذته حركة النهضة بصورة تدريجية يتمثل حسب رأيه في "تكثيف عملية العنف تجاه المجتمع". وقال إن حركة النهضة "بعد وصولها إلى سدة الحكم بطريقة شرعية تقوم الآن بعملية الاستيلاء على السلطة وفرض إرادتها على المجتمع بواسطة ممارسة مكثفة لعنف الدولة" وفق تعبيره. وأكد أمين عام الحزب الاشتراكي اليسارى أن "جميع هذه الممارسات تهدف إلى تحويل الدولة إلى دولة فاشية"على حد قوله منتقدا ما أسماه "استحواذ النهضة على حركة التعيينات في أسلاك الولاة والمعتمدين والعمد وكبار المسؤولين بالإدارات العمومية" بما يؤكد من وجهة نظره "عدم استعداد الحركة للقبول بسنة التداول على السلطة". كما دعا القوى الديمقراطية إلى "تحمل مسؤولياتها لوقف مد هذا التيار" الذي قال إنه "يهدد التوجه الديمقراطي في البلاد" ، موضحا في ذات السياق أن التحالفات التي تشهدها الساحة السياسية وسعي بعض الأحزاب إلى التقارب والتوافق "ما تزال في طورها الأول وهي بحاجة إلى مزيد النضج". ولاحظ الكيلاني أن التوجه "الجبهوى" في العمل السياسي "يمكن أن يشكل جدار صد في وجه الدكتاتورية الجديدة" حسب تعبيره. وتابع قوله "إنه اذا ما توجهت القوى الديمقراطية إلى صناديق الاقتراع مشتتة خلال الانتخابات القادمة فان الأمر سيكون لمصلحة الحزب القوى" أي النهضة التي قال إنها تملك "ثروات مالية هامة." ومن جهته أفاد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليسارى سالم المومني أن الحزب يحتفظ بحقه في "مقاضاة وزارة الداخلية من أجل ما لحق مقره وطال منخرطيه من اعتداءات وحشية وممارسات قمعية" وفق تعبيره.