تونس (وات)- التحمت سواعد الاف الشغالين وتوحدت هتافاتهم يوم الثلاثاء غرة ماي، خلال الاجتماع العمالي الذي انتظم بساحة محمد علي بالعاصمة، ونادى المشاركون فيه بالحرية والكرامة للعمال في عيدهم العالمي، وباستقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل وصموده أمام كل محاولات الارباك. وحلقت الشماريخ والبالونات عاليا في سماء بطحاء محمد علي معلنة عن انطلاق الاحتفال بالعيد العالمي للشغالين وسط أناشيد تتغنى بالكادحين ونضالاتهم في مقاومة الاستبداد وكل أشكال الاستغلال وشعارات تدعو الى الحفاظ على حقوق الطبقة الشغيلة وتبرز نضالاتها عبر التاريخ. ولاحظ عدد من منظوري الاتحاد أن الاحتفالات بعيد الشغل العالمي تأتي هذه السنة ولأول مرة دون الاعلان عن الزيادة في الاجور مشيرين الى ان الشعارات المرفوعة اليوم غيبت الجانب المطلبي المادي وجسدت الى حد كبير أهداف ثورة الحرية والكرامة. كما عبر المشاركون من عمال ونقابيين، من خلال هتافاتهم عن تمسكهم بمنظمتهم وحرصهم على حمايتها من كل محاولات الالتفاف عليها او اضعافها. وانضم الى هذا الاجتماع العمالي، الذي شهد حضورا اعلاميا لافتا، وبالاضافة الى ممثلي منظمات نقابية دولية وأجنبية، عدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني والمنظمات والاحزاب السياسية والنشطاء الحقوقيين وأعضاء عن المجلس الوطني التاسيسي . وفي كلمة بالمناسبة، أوضح الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أن الاحتفال هذه السنة باليوم العالمي للشغل يكتسي طابعا خاصا //بعد ان استطاعت منظمتنا العتيدة الصمود أمام كل محاولات الارباك وسفهت من اعتقد انه بالامكان الاطاحة بها او اضعافها// على حد تعبيره. وجدد حرص الاتحاد على مقاومة المناولة وهشاشة التشغيل والعمل على تحسين المقدرة الشرائية للشغالين والدفاع عن الحق النقابي في مواقع العمل فضلا عن تمسكه بتنظير الاجر الادنى الفلاحي بالاجر الادني الصناعي المضمون والترفيع فيهما وبالزيادة في الاجور لكافة الاجراء والاسراع بانهاء المفاوضات الاجتماعية. وبين أن الواجب يدعو اليوم الحكومة والاحزاب والمنظمات والجمعيات الى تغليب المصلحة العليا للبلاد ونبذ عقلية الغنيمة والمحاصصة وترك التجاذبات الايديولوجية والعقائدية جانبا والتفرغ لاستكمال أهداف الثورة ومتطلبات الاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وأشار الى أنه لا مجال لمصادرة أهداف الثورة والالتفاف على تضحيات الشهداء والجرحى وتوظيفها لخدمة اجندات فئوية او عقائدية خارجية كانت أو محلية قائلا أن //الاجندة الوحيدة التي رسمتها الثورة هي الحق في العمل اللائق والحق في التنمية والحرية والمساواة والمشاركة في صنع القرار//. وشدد على أن المنظمة الشغيلة بقدر حرصهاعلى المحاسبة والمساءلة فهي تبقى من دعاة المصالحة والالتزام بمبدإ الحوار والتوافق كلما كان ذلك ممكنا مؤكدا التزام الاتحاد بمقاومة كل محاولات التفويت في الممتلكات العمومية وما وصفه ب//تخضيع الاعلام العمومي واعادة توظيف الادارة لانتاج الاستبداد من جديد//. وانطلق اثر ذلك المشاركون في الاجتماع العمالي ببطحاء محمد علي، في مسيرة منظمة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد تعزيزات أمنية مكثفة.