تونس (وات) - تظاهر عشرات الآلاف من العمال والموظفين والمواطنين يوم الثلاثاء في شارع الحبيب بورقيبة احتفالا بعيد الشغل وسط تعبيرات اجتماعية وسياسية مختلفة سجلت تنوعا وتنافسا في الشعارات المرفوعة. وسارت مسيرة دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل تتقدمها قيادة المنظمة انطلاقا من ساحة محمد علي رافعة شعارات أهمها "بالروح بالدم نفديك يا اتحاد" و"اتحاد مستقل والشغيلة هي الكل" و"اتحاد اتحاد أكبر قوة في البلاد"، وذلك إثر مهرجان خطابي نظمته قيادة الاتحاد بمشاركة ممثلين لعديد النقابات الاجنبية. وشاب تقدم المسيرة مشادات مع مواطنين من أنصار حركة النهضة والحكومة، احتل العشرات منهم مواقع امام المسرح البلدي ووزارة الداخلية مرددين شعارات تساند الحكومة و"شرعيتها". واختارت قيادة الاتحاد اختصار المسيرة التي دعت اليها فاسحة المجال امام التجمعات التي نظمتها عشرات الاحزاب السياسية والمنظمات لتواصل تظاهراتها الى نهاية اليوم. وقال الامين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية في اتحاد الشغل حفيظ حفيظ أن "محاولات استفزاز النقابيين بدأت من ساحة محمد علي من قبل مشاركين ينتمون الى حزب النهضة الذين قاطعوا في مرات عديدة كلمات الامين العام وضيوف الاتحاد من ممثلي النقابات الاوروبية وطالبوهم بالرحيل". ورغم هذه التوترات فقد لاحظ مبعوث "وات" ان الأجواء الاحتفالية بعيد الشغل لهذه السنة كانت حماسية وهادئة في عمومها، كما تميزت بثرائها وتنوعها الاجتماعي والسياسي والجهوي وبالعدد الغفير للجماهير المحتفلة والتي انتشرت على امتداد الشارع الرئيسي للعاصمة. وحضر التجمعات نواب من المجلس الوطني التاسيسي من الاغلبية والمعارضة وسط أجواء طغت عليها المنافسة في الشعارات والخطابات المرفوعة من قبل أنصار الحكومة وأنصار أحزاب المعارضة والاقليات السياسية. وكان أعضاء اتحاد اصحاب الشهادات المعطلين عن العمل وأبناء الحوض المنجمي بقفصة من أكثر المتظاهرين نشاطا من خلال حلقات النقاش والخطاب التي القوها والتي انتقدوا فيها الحكومة وبرنامجها التنموي وطالبوا بالحلول العاجلة لازمة البطالة. واكتفت قوات الامن بالانتشار في أنحاء من شارع بوقيبة والانهج المجاروة ولم يسجل أي حادث عنف يذكر طوال ساعات التظاهر التي استمرت منذ الساعة التاسعة صباحا.