تشهد اليوم العاصمة تونس مسيرة عملاقة ينظمها الاتحاد العام التونسي للشغل وهي المسيرة التي تعيد الاعتبار لرمزية ونضالية شارع الحبيب بورقيبة.المسيرة ستكون تحت شعار «الإتحاد أكبر قوة في البلاد» و ستوجه رسائل في كل الإتجاهات. وقبل المسيرة سيحتشد آلاف العمال وأنصار الاتحاد العام التونسي للشغل في بطحاء محمد علي الساحة التي كانت على مرّ التاريخ قلعة من قلاع النضال العمالي ونضال الشعب التونسي. وينتظر المراقبون اليوم أن يوجه حسين العباسي الأمين العام للاتحاد في خطابه أمام العمال والأنصار والمنخرطين رسائل قوية وواضحة لكل الأطراف وأهمها الحكومة. فالاتحاد العام التونسي للشغل اليوم صار في مقدمة وصدارة قوى المجتمع المدني وصار صاحب الدور الأهم في المعادلة الاجتماعية وأيضا المعادلة الوطنية. «العباسي» سيوجه رسائل واضحة للحكومة بضرورة الوفاء بكل الوعود التي قطعتها وبضرورة أن تدرك أن الطبقة العاملة لن تقبل في كل الحالات تدهور مقدرتها الشرائية أكثر وبأن تتجه نحو الفقر ونحو التهميش. كما أن الاتحاد العام التونسي للشغل لن يقبل بتواصل التوتر والتأزم الاجتماعي ولن يقبل نية البعض ونية أطراف سياسية التدخل في الشأن الاجتماعي ومحاولة بسط النفوذ كما كان يتم سابقا. واليوم سيوجه «العباسي» رسالة للجميع وهي أن الاتحاد قادر على الدفاع عن نفسه وأن أي طرف لن يكون قادرا على احتوائه مهما كان حجمه ومهما كانت خططه وبرامجه حاضرا ومستقبلا. ومن الرسائل المهمة والحاسمة التي سيوجهها الأمين العام حسين العباسي اليوم هي أن العمال والنقابيين كانوا أبرز الفاعلين في الثورة التونسية منذ انطلاق الأحداث يوم 17 ديسمبر 2010 وأن الاتحاد العام التونسي للشغل وكل هياكله احتضنت جميع التحرّكات في الجهات وكان هو الذي دعا الى مسيرة 14 جانفي 2011 لذلك لن يكون من حق أي طرف المزايدة عليه. وسيعلن الأمين العام اليوم تمسك الاتحاد العام التونسي للشغل بالتنصيص في الدستور على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعلى أن الاتحاد سيبقى قلعة للدفاع عن حرية الشعب وعن حقوق العمال. القوة مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل ستكون تحت شعار «عاش عاش الاتحاد أكبر قوة في البلاد»، وهو الشعار الذي رفع في مؤتمر طبرقة الأخير. مسيرة اليوم ستجمع تونس بكل أطيافها في شارع الحبيب بورقيبة.