بيكين (وات) تحرير منى الودرني- القصور الامبراطورية" او " المدينة المحرمة", اسم اطلق عليها باعتبارها ذلك المكان الذي كان يوما ما عبر التاريخ حكرا على الاباطرة من اسرتي "مينغ" ثم "تشينغ" منيعا امام عامة الناس وقد صنفتها اليونسكو من التراث الثقافي العالمي. ومنذ تطآ قدماك هذه المدينة, تتملكك رهبة التاريخ وعظمته, لعلها عظمة تدعوك الى الامتثال لسحر الحضارة من قرطاجنة تونس الى القصور الامبراطورية ببيكين، فهذه المدينة التي استغرقت 14 سنة من التشييد تمتد على مساحة 720 الف متر مربع بين حدائق ونهر اصطناعي وقصور فريدة مترامية تبلغ مساحتها 150 الف متر مربع فضلا عن متحف جمع بين الفنون المعمارية واثار الاباطرة ومليون قطعة فنية. وحيثما تولي وجهك, تخال وكان التاريخ يستقبلك والطبيعة مزهوة بقدومك, هي طبيعة غناء احاطت بالقصور لتزيد من هالتها حيث الوان الازهار والورود الفاقعة, يزيد من سحرها نافورات المياه التي تفيض بالمكان بهجة ودهشة هي المدينة القبلة لكل زائر, لذلك تجدها تعج بكل الاجناس والالوان والاعراق قدموا من كل الامصار والاصقاع لتوحد المدينة هؤلاء في لحظة الدهشة امام هذا التاريخ وتلك الحضارة وهي مداخل متتالية لقصور مترامية كلما نظرت اليها اعتقدت انها لن تنتهي وكثر هم الذين يتمسحون على جدران المدخل الاول في اعتقاد منهم انها جالبة للحظ والسعادة "فهي عادة يحرص عليها الكثير من الزوار بحثا عن حظ اكبر او سعادة مفقودة", هذا ما قالته احدى الزائرات وهي تسرع الخطى لتقف بوجل وسط الاكتظاظ امام سدة العرش التي كان يتربع عليها الامبراطور لتسيير دواليب الدولة. وتخالجك دهشة اكبر وانت تتطلع الى القصور فهي تتتالى بابوابها ومداخلها لتطالعك اشكال معمارية فريدة تزدحم فيها الالوان في تناسق عجيب وزخرف متسق حيث تكسو الاسقف وواجهات القصور الوان الاحمر الطاغي والذهبي والازرق والاخضر وكانها تساير الطبيعة في زهوها ومع كل هذا يبرز "التنين" رمز الاباطرة منقوشا على كل الجدران ومحفورا على الارضيات والمدارج التي تفصل القصر عن القصر والبهو عن البهو والمدخل عن الاخر ليصطحبك في جولتك من بدايتها الى نهايتها. وانت ايضا لم تبارحك بعد دهشة القصور , تنتابك نوبة الذهول امام "سور الصين العظيم" بانحناءاته وتعاريجه وشموخه بين الجبال الممتدة على جانبي السور لتسلكه ولسان حالك يتغنى بمجد هذه الحضارة. فهذا السور تحدى طبيعة وعرة ليتشكل مع تضاريس الجبال والتلال التي يجتازها ويمتد على طول 6700 كلم بغية الاحتماء من هجمات الشعوب المجاورة والتهديدات الخارجية "استكشاف هذه المعالم والمواقع, يجب ان يكون مباشرا ومستمرا" هكذا تحدثت السيدة" وانغ وايزهو" صحفية براديو الصين الدولي لتؤكد ضرورة تبادل الزيارات وتكثيفها بين تونس والصين بغية استكشاف كلتا الحضارتين في اتجاه ترسيخ الروابط الثقافية والحضارية للبلدين فالحضارة تبقى قصة الانسان في رحلته عبر التاريخ والتعارف الحضاري اضحى واجهة بارزة وفاعلة في دينامية الدورة الاقتصادية بوجهيها السياحي والثقافي.