تونس 22 جانفي 2010 (وات : تحرير لطفي العرفاوى) انتصار لمصلحة الوطن ومصالح المواطن وانصات مرهف لمشاغل الناس وتحفز لتحديات طور جديد من الاصلاح والتغيير.. قد تكون تلك المعاني الابرز والمدلولات الابلغ لمضامين الكلمة الحدث التي القاها الرئيس زين العابدين بن علي اليوم الجمعة في افتتاح اجتماع مجلس الوزراء والتي برهنت مجددا على خصوصية نهج الحكم وأسلوب الادارة لتغيير السابع من نوفمبر الذى كان حصاده وفيرا في كل المجالات تطويرا وتحديثا وارتقاء بشروط المعيش وتوطيدا لاركان تقدم البلاد ومناعتها . فقد جاءت محملة برسالة قوية للتونسيين والتونسيات رسالة سياسية بليغة مؤداها أن خدمة الوطن وخدمة مصالح الناس يجب أن تظل في كل الاحوال ديدن الجميع أيا كان الموقع وأيا كانت طبيعة المسؤولية التي يتحملها الفرد لان طبيعة الرهانات القائمة ونوعية التحديات المطروحة لا تحتمل التردد والانتظار بل انها تستدعي من الجميع وفي مختلف القطاعات أن ينقطعوا للعمل والبذل والتفاني وأن يتحلوا بفضائل المبادرة والاجتهاد والاستنباط. وان ما يبعث على اعتزاز التونسيين بمضامين هذه الكلمة كونها قد أتت متسمة بالصدق والصراحة في لهجتها موسومة بالدقة والواقعية في تناول مشاغل الناس وتطلعاتهم مؤكدة على الاولويات التي يتعين أن تحتل صدارة الاهتمامات في سياق جهد جماعي متكامل متناغم بين كل الوزارات والمؤسسات العمومية جهد يجد مرجعيته في الخيارات الكبرى والتوجهات الجوهرية للرئيس زين العابدين بن علي الذى برهنت تجربة العقدين الماضيين على رجاحة خياراته وصواب توجهاته التي أتاحت لتونس صياغة تجربة تنموية ناجحة يشهد لها القريب والبعيد بالفرادة والريادة. الى ذلك فان هذه الكلمة الحدث تكتسب قدرا بعيدا من الاهمية لكونها قد أتت متزامنة مع انطلاقة طور جديد من مسيرة الاصلاح والتغيير وأياما قليلة بعد تحوير جزئي على تركيبة الحكومة أكد الرئيس زين العابدين بن علي اليوم أنه بادر به في سياق السعي الى تطوير العمل الحكومي حسب كل مرحلة وخصوصياتها وما تستوجبه من مواكبة دائمة للمستجدات الوطنية والدولية التي تفرض على الجميع في كل المواقع والساحات قدرة أوفر على استنباط الحلول للاشكاليات المطروحة وتذليل الصعوبات في هذا المجال أو ذاك والمضي بتصميم وعزم في تجسيم الخيارات المرسومة التي كانت محل استشارة موسعة وموضع درس مستفيض. ومن منظور ما تطرحه تحولات الحاضر وتحديات المستقبل من متغيرات يتعين أخذها بعين الاعتبار واستباق مساراتها حرص رئيس الجمهورية اليوم الجمعة على تجديد ما يحدوه من حرص متين على أن يكون البحث عن النجاعة والجدوى وتوخي مسلكية البذل والاجتهاد من أجل مغالبة صعوبات الواقع منهجا ثابتا وسمة بارزة لعمل أعضاء الفريق الحكومي ومساعديهم مركزيا وجهويا وعلى صعيد مختلف الهياكل والمؤسسات العمومية. وفي هذا الباب شدد الرئيس زين العابدين بن علي على أن مهمة الوزير تتجاوز الاشراف على سير دواليب وزارته لتشمل التنسيق بين مختلف الادارات والمصالح والمؤسسات التابعة لها وتنشيط عملها وتحسين أدائها وتطوير خدماتها واجادة التصرف في ما يتوفر لديها من موارد بشرية وامكانات مادية. وفي تجسيد لوعي قيادة البلاد بجسامة التحديات المرتقبة في ضوء الاهداف الطموحة المدرجة ضمن البرنامج الانتخابي /معا لرفع التحديات/ حرص رئيس الدولة في لهجة صريحة مباشرة على تأكيد الاهمية القصوى لان يتحلى عضو الحكومة بروح المبادرة وان ينبذ التردد في حسم الملفات واتخاذ القرارات التي تستجيب لمصلحة البلاد والعباد. كما شدد سيادته على أن الوزير يتمتع بكل الصلاحيات التي مكنه منها رئيس الجمهورية لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بشأن اى موضوع معروض على أنظاره واختصاصاته الا في الحالات الاستثنائية التي تكتسي صبغة دقيقة وصعوبة معينة. ويجسد الحرص على التوضيح المفصل لطبيعة مهام وصلاحيات أعضاء الحكومة ودورهم في تجسيم الخيارات والتوجهات الكبرى للسياسة التي يرسمها رئيس الجمهورية الارادة في أن تشهد الفترة القادمة اضفاء مزيد النجاعة والفعالية على أداء الحكومة في كنف التنسيق المتواصل بين مختلف الوزارات والهياكل والادارات لان هدف الجميع واحد وهو دعم مقومات نماء الوطن ودعم مناعته وصون استقلالية قراره. وفي اتجاه هذه المقاصد النبيلة ومن أجل مضافرة كل حظوظ النجاح في مجابهة رهانات المستقبل يتوجب انقطاع الجميع للعمل والبذل بهدف تأمين التعبئة اللازمة لمتابعة تنفيذ البرنامج الرئاسي المستقبلي والحرص على تحقيق أهداف كل وزارة في ما يخصها وبالتعاون مع سائر الاطراف المعنية حتى تكسب تونس المزيد من التطور والمناعة وتدرك في أفق زمني منظور مراتب الدول المتقدمة.