[090612 conf presse revue la grande joie 02]تونس (وات)-"القول بان باب الاجتهاد قد أغلق لا يصح الا بتوفر أدلة تناقض الأدلة التي تم بمقتضاها فتح باب الاجتهاد في الأصل"، من الأقوال المأثورة لصاحبها محمد الخضر حسين، انتقتها الى جانب صوره وأعماله الكاملة،الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي عبر معرض وثائقي اختزل مسيرته ومشاربه المعرفية ومدونته الفكرية. فقد احتفت هذه الجمعية مساء السبت بفضاء الخلدونية في تونس العاصمة بذكرى صدور أول مجلة تونسية عربية اللسان "السعادة العظمى" لهذا العلامة،شيخ الزيتونة وإمام الازهر سنة 1904 بحضور جمع من الأساتذة والجامعيين والإعلاميين وعدد من أفراد عائلة الخضر حسين. وذكر الحضور مناقب هذه المجلة التي " ابتهجت لصدورها جميع الأوساط العلمية والفكرية، ثقة بعلم صاحبها وتحقيقه وصلابة عوده في أمور الدين، مع ما اشتهر به من تأييده لحركة المصلحين، فكان ظهور السعادة في معمعة تلك الخلافات كطلوع الحكم العادل، تنزهت به المجادلات عن الفحش.فكانت مركزا للحركة الفكرية". وفي مداخلة ألقاها د.فتحي القاسمي بهذه المناسبة حول "العالم المهاجر الخضر حسين، نضاله مغربا ومشرقا وفي اوروبا"، يكتشف المنصت ذلك الوجه المغمور لهذا الشيخ العلامة وما صاحب حياته من تقلبات حينما حاول بفكره الإصلاحي حقن المجتمع التونسي ببذور الحداثة ليلقى النقد والصد فيشد الرحال في فترته المهمومة ويتلقفه الشرق. وعلل المحاضر هذه الرحلة الى دمشق واسطنبول ومصر برغبة العلامة في التعرف على الآخر واستزادة العلم وجبر جناحه المكسور لينصرف الى معالجة قضايا بلاده " فالبلاد التونسية قطعت في إصلاح شؤونها شوطا يشهد بأنها تستطيع القيام بواجبات استقلالها وليست في حاجة الى ما يسمونه حماية" على حد تعبير الشيخ الخضر حسين. كما كشف د. القاسمي تعلق هذا العلامة بأسباب التقدم والاستنارة وإيمانه العميق بالتعليم كرافعة لنهضة الأمم حيث أراده لكل التونسيين رجالا ونساء ،وهو يتبع في كل ذلك تعليم الدين ودليل العقل وشاهد الحس والواقع وما يستدعيه من تحرير وتنوير وإصلاح وتحديث. الشيخ محمد الخضر حسين (1873-1958) ولد بنفطة وحصل على شهادة التطويع من الزيتونة وانتهى به المطاف في مصر حيث استقر وقد تولى رئاسة تحرير مجلة الأزهر كما تولى سنة 1952 مشيخة الازهر لما أبداه من رسوخ القدم في العلم. وفي هذه المرحلة من حياة الشيخ، ظهرت فتنة فكرية ضارية اثارها كتابا "الاسلام واصول الحكم "لعلي عبد الرازق و"في الشعر الجاهلي" لطه حسين، وكان الشيخ الخضر حسين واحدا ممن خاضوا هذه المعركة بالحجة والاستدلال الواضح والعلم الغزير. من أهم مؤلفاته "تونس 67 عاما تحت الاحتلال الفرنساوي 1881-1948" و"الحرية في الإسلام" و"رسائل الاصلاح" .