أريانة 28 جانفي 2010 /وات/ اختار منتدى الفكر التونسيبأريانة أن ينطلق في الحلقة الرابعة من نشاطه لسنة2010 ابن رشيق القيرواني ليستهل به سلسلة محاضراته حول أعلام تونس القدامى والمحدثين حيث القى الاستاذ الجامعي المختار العبيدى أمس الاربعاء بالمكتبة المعلوماتية باريانة محاضرة تناولت شخصية شاعر القيروان في عهد الدولة الصنهاجية الحسن ابن رشيق الازدى القيرواني وأثاره في الشعر والنقد والادب فذكر أن ابن رشق الذى ولد سنة 1000 ميلادية بمدينة المحمدية وتربى بالقيروان عاش في فترة عرفت فيها الدولة الصنهاجية بافريقية وعاصمتها القيروان ازدهارا أدبيا وفكريا لا مثيل له بوجود فطاحل الادب والشعر انذاك على غرار ابن شرف وجعفر القزاز القيرواني النحوى وابراهيم النهشلي وغيرهم من العلماء والادباء وقد قربه الامير المعز ابن باديس ليكون أحد جلاسه فتوقدت قريحته عن أشعار في مختلف الاغراض وذاع صيته وانقطع لخدمة أمير البلاد حيث كان رفيقا له في أسفاره مادحا في كرمه وشجاعته ولم يكن ينافسه في هذه المنزلة سوى مواطنه ابن شرف واثر ابن رشيق الرحيل الى المهدية ومنها الى صقلية سنة 1052 ميلادية بعد تخريب القيروان على يد بني هلال وقد كانت هجرة قسرية في اتجاه بلاط الامير ابن منكود الكلبي الذى كان يغدق عليه العطايا وظل في خدمته الى أن توفي بمدينة مازرة الايطالية سنة 1064 بعد أن درس هناك كتابه /العمدة في صناعة الشعر ونقده/ الذى جمع فيه أفضل ما كتب في معاني الشعر ومحاسنه وادابه وقد ترك ابن رشيق العديد من الماثر الادبية والشعرية من ذلك موءلف /قراضة الذهب في نقد أشعار العرب/ وأيضا /أنمودج الزمان في شعراء القيروان/ و /ميزان العمل في تاريخ الدول/ وغيرها من الموءلفات التي ظلت مرجعا مهما للعديد من المفكرين والادباء في المشرق والمغرب ويذكر أن أول مدرسة أدبية في النقد والادب تكونت بالقيروان في عهد بني زير الصنهاجي خلال القرن الخامس للهجرة وشكلت منارة للعلم والمعرفة بفضل رموزها وأعلامها ممن أثروا الذاكرة الثقافية العربية والاسلامية الى اليوم بالقيروان التي كانت تعد رابع عاصمة اسلامية وثقافية في ذلك العصر بعد الكوفة والبصرة ودمشق