قابس (وات)- تعد قرية الزراوة القديمة بولاية قابس من القرى البربرية التي يعود تأسيسها إلى مئات السنين حيث أقام أبناؤها مساكنهم فوق هضبة عالية محصنة طبيعيا على مسافة لا تبعد كثيرا عن قريتي تاوجوت و تمزرط البربريتين. وتشتمل القرية على مساكن ذات طوابق بنيت جدرانها من الحجارة المحلية والجبس فيما استعملت أخشاب النخيل وجذوع الأشجار القوية في انجاز اسقفها مما جعلها تصمد إلى اليوم. ويمكن للمرء التنقل بين أرجاء قرية الزوارة عبر مسالك ضيقة يتم منها النفاذ إلى المساكن التي تتكون في الغالب من عديد الغرف ومن أماكن معدة للطبخ ولخزن المؤونة وتربية الماشية التي تمثل نشاطا بارزا لساكنيها. وجلبت هذه القرية اهتمام كبار المخرجين والمنتجين السينمائيين العالميين الذين وجدوا فيها خير مكان لانجاز مشاهد لعدد من الأفلام العالمية ومن بينها فيلم مريم العذراء وفيلم العطش الاسود . وذهب بعض هؤلاء المنتجين إلى القول بأن الزراوة يمكن أن تمثل إن وقع الاهتمام بها قرية سينمائية متفردة على اعتبار أنها قد بقيت منطقة عذراء وتوفر مادة ثرية لا تحتاج إلى الكثير من الديكور. إلا ان انتقال أهالي الزراوة من قريتهم القديمة إلى قريتهم الجديدة بجانب السهل منذ أواخر السبعينات تسبب في إهمال كبير لها حيث أصبحت بناءاتها مهددة بالانهيار مما استدعى انجاز بعض أشغال الصيانة للمحافظة على مكوناتها غير ان الاعتمادات المخصصة للغرض تعد غير كافية بالنظر إلى حجم التدخلات التي يتعين انجازها.