نابل (وات) - أكد وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي اليوم السبت في اجتماع بالإطارات الدينية بولاية نابل ان الإمام يضطلع بمسؤولية كبيرة "في نشر خطاب ديني وسطي يجمع ولا يفرق". وبين في كلمته خلال هذا الاجتماع الذي جمع عددا من الأئمة والوعاظ وخصص للتحاور حول دور الإمام ومسؤوليته، ان المطروح اليوم في تونس ما بعد الثورة هو دعم التكوين المستمر للائمة وتعزيز إلمامهم بعلوم الشريعة وتطوير مهاراتهم الخطابية والتي تتطلب من وجهة نظره "معرفة غزيرة لا بالعلوم الدينية فحسب بل وكذلك بعلوم التواصل". وأكد الحاجة إلى تجديد الخطاب الديني وفق المرجعية التونسية وبالاعتماد على الكفاءات التونسية مبرزا ضرورة ان يكون الإمام مثالا في السلوك والقول وان يكون ملما بواقعه وتحدياته. وعبر بالمناسبة عن رفض الوزارة للاستيلاء على المنابر لافتا إلى وجوب ان "تضطلع المساجد بدورها التعبدي والتربوي والحضاري" على حد تعبيره. كما تطرق إلى ظاهرة "تخلف المعتمرين" من اجل البقاء لأداء مناسك الحج معبرا عن الرفض القطعي للوزارة لهذا السلوك الذي قال انه "غير شرعي ومحرم ويمس من سمعة تونس" ملاحظا انه قد يتسبب في حرمان التونسيين من أداء العمرة. وتخللت هذا الاجتماع مداخلة لمدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس احمد جاء بالله حول موضوع "الإمامة" اكد فيها بالخصوص على ان "الإمامة هي من اخطر الوظائف" باعتبار ان الإمام قدوة للمصلين مشيرا الى ضرورة ان يسعى الإمام دوما إلى الارتقاء في العلوم الدينية والعلوم المكملة حتى تكون له ثقافة واسعة وان يتقن أداءه الدعوي والتربوي والتوجيهي. وعقب هذه المداخلة نقاش دعا من خلاله المتدخلون بالخصوص الى فتح منابر حوارية في وسائل الإعلام حول الخطاب الديني في تونس والى التعجيل بتسوية الملفات الإدارية للاطار الديني وإيجاد الآليات اللازمة لحماية هذه الإطارات من تفشي ظاهرة الاعتداء عليهم جسديا ولفظيا.