تونس (وات)- أتاح لقاء اعلامي مفتوح مع عائلات تونسيين مفقودين، نظمته الهيئة المحلية للهلال الاحمر التونسي بباب البحر يوم الاربعاء بتونس، تقديم حوصلة للحملة الانسانية "مناش ساكتين" للبحث عن المفقودين التي تواصلت بتونس من 13 الى 27 ماي 2012. وقد تركزت هذه الحملة التي بادرت بتنظيمها الهيئة المحلية للهلال الاحمر التونسي بباب البحر، على استقبال عائلات تونسيين مفقودين، بالخيمة المركزة بساحة حقوق الانسان بالعاصمة يوميا والاستماع الى الشهادات بخصوص حادثة الاختفاء من قبل الأقرباء الى جانب تعمير بطاقة عن كل مفقود تتضمن معلومات دقيقة عنه. وبلغ عدد بطاقات التونسيين المفقودين التي تم تعميرها خلال هذه الحملة وفق الشروط القانونية المطلوبة المائة بطاقة، حسب ما أفاد به محمد الهادي المناعي رئيس الهيئة المحلية للهلال الاحمر التونسي باب البحر. وبين ان جميع هذه الوثائق يتم ارسالها الى الكتابة العامة للهلال الاحمر التونسي التي توجهها بدورها الى الشبكة العالمية للهلال والصليب الاحمر، لتنطلق على ضوء ذلك عملية البحث عن المفقودين بالتعاون مع جمعيات شقيقة وصديقة للهلال والصليب الاحمر في مختلف أنحاء العالم. وقال محمد الهادي المناعي ان هذه الحملة لم تأخذ حظها في التغطية الاعلامية رغم ان موضوع المفقودين هو ملف حساس مسكوت عنه في الفترات السابقة، مؤكدا على انه يبقى مسوءولية اخلاقية وانسانية تستوجب تضافر جهود جميع الاطراف من مجتمع ومنظمات وجمعيات وحكومة. وأثنى على جهود التي يبذلها أعضاء الهيئة بالتعاون مع المتطوعين وجمعية "توحيدة بالشيخ للسند الطبي لدعم العائلات التونسية"، من أجل الوصول إلى نتائج في عمليات البحث عن المفقودين سواء كان هذا الفقدان او الاختفاء قصريا او اراديا او بموجب قوة قاهرة. وأعرب عن الامل في ان تعطي هذه الجهود ثمارها لطمأنة الأهالي على أوضاع أبنائهم المفقودين مشيرا الى جل عائلات المفقودين لم تتلق الى حد الان اي اجابة حول مصير ابنائها سواء بالايجاب او السلب. ومن جهة أخرى، عبر عدد من أفراد عائلات المفقودين خلال هذا اللقاء، عن استيائهم من الحكومة الحالية بسبب انتهاجها لما أسموه "سياسة التسويف والمماطلة في معالجة هذا الملف" مؤكدين على تمسكهم بحقهم في الكشف عن مصير ابنائهم الذين "ركبوا البحر فرارا من براثن البطالة والتهميش" على حد تعبيرهم. كما جرى عرض قائمة المفقودين التي تم تجميعها خلال الحملة وتقديم المعلومات التي تمكن من تسهيل عمليات البحث عنهم، في ختام هذا اللقاء الذي يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمفقودين والمختفين قسرا الموافق ليوم 30 اوت من كل سنة. وشارك في هذا اللقاء إلى جانب عائلات المفقودين، ممثلو عدد من الجمعيات والمنظمات الدولية ذات العلاقة. تجدر الاشارة الى ان الهلال الاحمر التونسي يتوفر على خلية مختصة في البحث عن المفقودين وان الشبكة العالمية للهلال والصليب الاحمر المتواجدة في كافة انحاء العالم هي الوحيدة المخول لها دخول مختلف السجون في كل الدول.