تونس 8 فيفرى 2010 (وات) في أجواء مفعمة بمعاني الاخوة الصادقة والتضامن المتين أحيى الشعبان التونسي والجزائرى يوم الاثنين الثامن من فيفرى 2010 الذكرى الثانية والخمسين لاحداث ساقية سيدى يوسف المجيدة التى مثلت عنوانا كبيرا للتلاحم المتين بين الشعوب المغاربية فى كفاحها المشترك من اجل نيل الحرية واسترداد السيادة الوطنية. وقد جدد الرئيس زين العابدين بن علي في البرقية التى وجهها بالمناسبة الى الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة التأكيد على ما تكتسيه هذه الذكرى الخالدة من أبعاد ومعاني نبيلة تعد حافزا على دعم العمل المشترك من اجل الارتقاء بعلاقات الاخوة والتعاون القائمة بين البلدين الى أعلى المراتب. كما أكد رئيس الدولة يقينه بأن ذكرى أحداث ساقية سيدى يوسف ستظل صفحة مشرقة في تاريخ تونس والجزائر الحافل بالتضحيات والبطولات ورمزا للتازر والتضامن بين الشعبين الشقيقين تقتدى به الاجيال القادمة التي يجب الا تنسى ذكرى الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ الذين سقطوا في ساحة الشرف على أرض الساقية دفاعا عن الكرامة والحرية والسيادة. واذ يجد التاكيد على هذه المعاني السامية سنده فى متانة روابط الاخوة التونسية الجزائرية وفى العمل المشترك لدعم التعاون على كافة المستويات فانه يترجم أيضا الايمان الراسخ للرئيس زين العابدين على بأن تعزيز صرح اتحاد المغرب العربي ودفع مسيرته يمران حتما عبر ارساء علاقات وثيقة بين مختلف اقطار الاتحاد لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة وتحقيق طموحاتها الى مزيد التقدم والرفاه والمناعة. واستلهاما من هذه المعاني اكتسى احياء ذكرى أحداث الساقية كل ابعاده منذ تحول السابع من نوفمبر الذى اعاد لتونس مقومات انتمائها حيث مثلت هذه الذكرى فرصة متجددة أكد خلالها رئيس الجمهورية دوما على الاهمية الحيوية لتفعيل معاني التضامن والتازر وترسيخ الوعي الجماعي بوحدة المصير بما يقتضيه ذلك من ضرورة تكثيف الجهود والمساعي في سبيل استكمال بناء الصرح المغاربي الذى يبقى مطمحا مشروعا لشعوب المنطقة خاصة في عصر تنامت فيه التكتلات السياسية والتجمعات الاقتصادية. وتنطلق بلدان اتحاد المغرب العربي بحظوظ وافرة للنجاح في تحقيق مسعاها المتمثل في ارساء تعاون وتكامل متعدد الاوجه سندها فى ذلك ما يتوفر لها من مقومات وحدة اللغة والدين والحضارة والتاريخ الذى تعد احداث ساقية سيدى يوسف احد تجلياته ومرجعا تستلهم منه الاجيال المتعاقبة معاني التضحية والفداء وقيم البذل والعطاء توطيدا لاسباب المناعة وتأمينا لمستقبل أفضل مشترك.