روما (من مبعوثة "وات" بهيجة بلمبروك) - بحث لقاء جمع صباح الخميس بمقر وزارة الخارجية الايطالية بين وفد تونسي رفيع المستوى يترأسه وزير الشؤون الخارجية، رفيق عبد السلام، ونظيره الإيطالي، جبلبو تارزي، سبل التوصل الى "معالجة ناجعة" لمشكل الهجرة السرية وفتح قنوات جديدة للهجرة الشرعية. وأجمع الطرفان التونسي والايطالي في تصريحات لمبعوثة "وات"عقب هذا اللقاء، أن المحادثات كانت "مثمرة وبناءة"، حيث تم التأكيد على أن "معالجة مسألة الهجرة السرية لايمكن ان تكون أمنية بحتة" وانها تستوجب أيضا "التعاون والعمل على إرساء تنمية اقتصادية متضامنة تساهم في تجذير ابناء تونس في مناطقهم وخلق مواطن شغل لهم". كما أتاح اللقاء استعراض الجهود المبذولة من قبل الطرف الايطالي في مجال البحث عن المفقودين في حادث غرق المركب المقل لمهاجرين سريين الخميس الماضي، والذي تطلب استعمال عدد هام من خافرات السواحل والطائرات والبواخر التجارية وبواخر الحلف الاطلسي، وهو ما يعكس، حسب رفيق عبد السلام "المستوى العالي من الجدية في عملية البحث عنهم". واضاف الوزير ان اللقاء تناول العلاقات التونسية الايطالية التي قال انها "مبنية على اعتبارات استراتيجية" و"خدمة المصالح المشتركة"، ملاحظا انه تم التطرق أيضا الى القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التحولات السياسية التي تشهدها منطقة الربيع العربي. واكد ان المباحثات الثنائية "عكست مستوى الثقة المتبادلة" بين تونس وايطاليا، وكانت مناسبة للتأكيد على ضرورة ان يكثف الجانب الايطالي جهوده في البحث عن المفقودين في حادث غرق القارب الاسبوع الماضي والذي كان على متنه حسب التقديرات 136 مهاجرا تونسيا. كما تم حسب الوزير ابراز "ضرورة توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية للناجين" المقيمين بمركز الايواء بلمبيدوزا والعمل على تسوية وضعياتهم في اطار ما تسمح به القوانين الايطالية وفي مراعاة لوضعياتهم الاستثنائية "دون ان تكون هذه المعالجة حافزا على الهجرة السرية"، حسب قوله. ولاحظ انه شدد على "ضرورة التعاطي مع مسألة الهجرة السرية وفق مقاربة شمولية وعدم اختزالها في البعد الامني وذلك في اتجاه دعم جهود التنمية الاقتصادية في المناطق التونسية المحرومة". ومن جانبه افاد وزير الخارجية الايطالي ان اللقاء اكتسى اهمية كبرى وكان مناسبة "لتأكيد الالتزام بتكثيف جهود البحث عن المفقودين في غرق مركب الصيد" اضافة الى التطرق الى سبل ايجاد حلول ناجعة للهجرة السرية والتصدي لهذه الظاهرة. واضاف قائلا "عبرنا خلال اللقاء عن تضامن الحكومة الايطالية مع عائلات المفقودين فضلا عن البحث في الطرق الكفيلة بدعم التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية". من جهته قال أحمد نجيب الشابي، عضو الكتلة الديمقراطية بالمجلس الوطني التأسيسي، أن "مشاركة المعارضة ضمن الوفد التونسي بعثت الى الجانب الايطالي رسالة وحدة وطنية ازاء المحنة التي يمر بها الشعب التونسي بسبب فقدان عدد من أبنائه في عرض البحر". واضاف قائلا "أكدت على الوضعية الصعبة للناجين المقيمين بمركز الايواء بلمبيدوزا سيما من الناحية النفسية". وأضاف ان ظروف اقامتهم طيبة ولكن مطلبهم الاساسي هو تسوية وضعيتهم في ايطاليا، مؤكدا ان "الطرف المقابل وعد بتسوية الوضعية وفقا لما هو متاح". ويضم الوفد التونسي بالاضافة الى وزير الشؤون الخارجية، كلا من كاتب الدولة للهجرة، حسين الجزيري، ومستشار رئيس الجمهورية المؤقت، سمير بن عمر، فضلا عن عدد من سامي اطارات وزارة الشؤون الخارجية وعضوي المجلس الوطني التاسيسي، أحمد نجيب الشابي (عن المعارضة) وأسامة الصغير (عضو لحركة النهضة عن دائرة روما) وسفير تونس بايطاليا.