تونس 10 فيفري 2010 (وات)"العنف ضد المراة بين سطوة الواقع وتكريس القيم الانسانية" ذلك هو عنوان الكتاب الذى اصدرته رئاسة منظمة المراة العربية بتونس والذى ساهم في تاليفه عدد من الباحثات والباحثين من تونس ومصر وفلسطين ولبنان والاردن. وتولت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة المنظمة تقديم هذا الكتاب الصادر عن منشورات صوت المراة العربية من تونس موءكدة ان حقوق الانسان تظل مهددة ما لم يتم القضاء على ظاهرة العنف الممارس ضد المراة سواء في بعده النفسي الجسدى او الاجتماعي او الاقتصادى او السياسي او الثقافي والاعلامي . كما اعلنت حرم رئيس الدولة في تقديم هذا الكتاب الذى جاء في 323 صفحة من الحجم المتوسط ان هذا التاليف يمثل لبنة من استراتيجية اكبر واشمل نلتزم بالمساهمة الفاعلة في بلورتها ونتعهد بالسعي الى تجسيمها تاكيدا لذات المراة العربية وصونا لكرامتها الانسانية وترسيخا لحقوقها باعتبارها جزا لا يتجزا من حقوق الانسان. ويتضمن الكتاب 12 بحثا ودراسة حول العنف المسلط على النساء فضلا عن ملاحق حول القرارات والاتفاقيات والتشريعات ذات الصلة ومن بينها اعلان الاممالمتحدة بشان القضاء على العنف ضد المراة واتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة /السيداو/ والبروتوكول الاختيارى الملحق بهذه الاتفاقية الى جانب رسالة السيدة ليلى بن علي الى السيدات الاول بالدول العربية بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراة واعلان تونس حول مقاومة العنف المبني على النوع الاجتماعي والوقاية منه. وجاءت هذه الدراسات والبحوث متنوعة في مضامينها ثرية في محتوياتها بما يجعلها رافدا من روافد كسر حاجز الصمت الذى يحيط بظاهرة العنف ضد المراة الذى يتخذ اشكالا متعددة ويجرى في فضاءات مختلفة كالبيت والشارع والموءسسة. كما سلطت هذه الدراسات الاضواء على البعد الانساني والحقوقي لهذه الظاهرة مبرزة ان العنف ضد المراة يعد انتهاكا لحقها في السلامة وفي المساواة والعدالة وتنكرا صارخا للصفة الانسانية للمراة وان اقرار الحقوق الاساسية للمراة وتمكينها من ممارسة حقوقها وحماية هذه الحقوق هي السبيل للقضاء على العنف ضدها واستخدمت احدى الدراسات مقاربة النوع الاجتماعي لتعرية ظاهرة العنف في العلاقات الاسرية حيث تعد عملية ادماج هذه المقاربة في السياسات والبرامج والممارسات المتعلقة بالحياة الاسرية امرا حيويا. واهتمت هذه البحوث في جانب اخر بالعنف الممارس على المراة اللاجئة وعلى المراة في الفضاء الافتراضي مبرزة خاصة على هذا الصعيد عنف المواقع المتطرفة ونشر الدعوة السلفية والارهاب الرقمي. كما عرفت احدى الدراسات بموقف القانون التونسي من هذه المسالة مستعرضة مختلف التشريعات ذات الصلة سيما الدستور ومجلة الاحوال الشخصية وهي تشريعات جاءت لتحفظ كرامة المراة وتقيها شر التعنيف واثاره السلبية. وقد اتت دراسات اخرى للحديث عن ظاهرة العنف في كل من لبنان والاردن وفي المنطقة العربية عامة الى جانب العنف ضد المراة الفلسطينية. وبصورة اجمالية القت الدراسات المدرجة بهذا الكتاب الصادر عن منظمة المرأة العربية الضوء على مختلف استراتيجيات مقاومة العنف المسلط على المراة مشيرة الى تطور المقاربات سواء منها الوطنية او الدولية بشان هذه المسالة ونمو الوعي سيما على الصعيد الاممي بضرورة عدم التمييز بين الجنسين حيث اكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان على عدم التمييز بين البشر رجالا ونساء في التمتع بحقوق الانسان والحريات الاساسية.