تونس (وات)- افتتحت صباح الأحد بمقر بورصة الشغل بالعاصمة أشغال المؤتمر التأسيسي لحزب العمل التونسي (المسار التصحيحي)، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية منها بالخصوص رئيس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، مصطفى بن جعفر، وعضو المكتب التنفيذي لحزب حركة النهضة، نور الدين البحيري، وعدد هام من النقابيين وممثلي المجتمع المدني. وأفاد منسق الهيئة الوقتية لتصحيح مسار حزب العمل التونسي، علي بن رمضان، أن هذا المؤتمر الذي يأتي تتويجا لعمل كافة هياكل ومناضلي الحزب من أجل تصحيح المسار سيتيح إضفاء الشرعية التامة على جميع هياكله وعلى تسييره، من خلال المصادقة على القانون الأساسي المنظم للحزب وانتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي. وأضاف أن هذا المؤتمر يقترن أيضا بطرح عدة اقتراحات وتوصيات ضمن مشروع لائحة عامة، على أنظار المؤتمرين لمناقشتها وإثرائها والمصادقة عليها لتكون مرجعية أساسية في عمل الحزب خلال المرحلة الجديدة. وأكد بن رمضان أن "التوافق التأسيسي هو الضامن الوحيد لإنجاح المسار الانتقالي الديمقراطي" وذلك من خلال التعاطي الجماعي التوافقي في حل الإشكاليات والقضايا الوطنية بتشريك جميع القوى الفاعلة بالبلاد من أحزاب ومنظمات مهنية وحقوقية وجمعيات المجتمع المدني. وأبرز ضرورة الدعوة لحوار وطني قبل 23 أكتوبر 2012 يفضي إلى توصيات تضمن تجاوز "المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد"، على حد قوله. وذكر في هذا الصدد جميع القوى السياسية والاجتماعية والجمعياتية ب"دورها الوطني التاريخي الذي يتطلب الترفع عن كل الحساسيات الإيديولوجية والفكرية والمصالح الضيقة والتنازل لفائدة تونس والاتعاظ من تجارب الدول التي انزلقت الى متاهات الخلافات وفوتت على نفسها فرص الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة" حسب تعبيره. ومن جهته أكد مصطفى بن جعفر "ضرورة التفكير في المرحلة القادمة وتقييم الأخطاء الحاصلة لإخراج تونس من هذه الفترة الدقيقة وذلك عبر اليقظة المستمرة والتوافق بين جميع افراد الشعب لايقاف كل محاولات الردة"، وفق قوله. وأضاف أن "منظومة الاستبداد مازالت موجودة في بلادنا إلى حد الآن" داعيا في هذا الإطار "شباب تونس إلى مزيد العمل وبذل الجهد لاستئصالها نهائيا وبشكل قاطع". كما عبر عن استعداد حزب التكتل للتعاون مع "كل القوى التي تسعى إلى التغيير الحقيقي وبناء تونس الغد وتحقيق أهداف الثورة المجيدة". من جانبه، أشار نور الدين البحيري إلى "أن الثورة التونسية التي لم تحقق بعد أهدافها مازالت في حاجة إلى الوحدة والتضحية والتوافق"، مشددا على "انه لا مجال لهيمنة الحزب الواحد أو الفئة أو الفرد الواحد"، حسب تعبيره. وأوضح البحيري أن حركة النهضة تحرص على تشريك مختلف الأطراف الوطنية في عملية الانتقال الديمقراطي وصياغة دستور توافقي يعبر عن طموحات وحاجيات الجميع إلى جانب وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة. يذكر أن حزب العمل التونسي يشهد منذ شهر مارس 2012 انقساما بين أعضائه بعد أن أصدرت مجموعة منهم أسموا أنفسهم ب"المؤسسين المبادرين ببعث الحزب ومنسقي فروعه الجهوية" بيانا أعلنوا فيه تشكيل لجنة تنسيقية برئاسة علي بن رمضان. في المقابل أعلن المنسق العام والناطق الرسمي لحزب العمل التونسي عبد الجليل البدوي، إنصهار حزبه في تحالف المسار الاجتماعي والديمقراطي معتبرا أن هذه "المجموعة التي أسمت نفسها بالمؤسسين المبادرين ببعث الحزب لا تلزم إلا نفسها".
