تونس 6 مارس 2010 (وات)-افتتحت يوم السبت بضاحية قمرت اشغال الندوة العربية حول "صورة المراة العربية في كتاباتها" التي ينظمها اتحاد الكتاب التونسيين تحت سامي اشراف السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المراة العربية. وابرز السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث لدى اشرافه على الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة التي حضرها عدد من الديبلوماسيين العرب المعتمدين بتونس ان تنظيم هذا اللقاء يترجم الحضور الراقي للمراة ضمن المشهد الثقافي العربي. واوضح ان مساهمة المراة في الحياة الثقافية في تونس شهدت نقلة نوعية منذ التغيير بفضل المبادرات والمكاسب التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي لفائدتها ايمانا منه باهمية دورها في دفع المسيرة التنموية واعلاء قيم المواطنة وتنوير دروب الحداثة. وبين ان المراة التونسية ما انفكت تطالب نفسها بجهود مضاعفة من منطلق وعيها بمسؤولياتها المزدوجة في الدفاع عن مشروع الحداثة وترسيخ مقومات الهوية فكان حضورها متميزا في عديد المجالات الابداعية من الشعر والادب والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية واصبح للابداع النسائي تظاهرات خاصة تعرف بمبتكرات المراة المبدعة في مختلف مجالات النشاط الثقافي والفكري وتضعها على محك البحث والنقد. فقد شهد حضور المراة التونسية في مجال الابداع الفكري والادبي تطورا هاما حيث فاقت عدد الاصدارت النسائية 200 مؤلف سنة 2009 كما دخلت المراة مجال الاستثمار في الصناعات الثقافية اذ تمكنت من ادارة 45 شركة خاصة في مجال الابداع المسرحي تنتج حوالي 30 بالمائة من الاعمال المسرحية في قطاع الاحتراف. وفي هذا السياق افاد ان هذه المكاسب التي تحققت للمراة المبدعة في تونس تندرج في اطار مسيرة اصلاحية شاملة تسعى لارساء مجتمع ديمقراطي معتز بجذوره ويقدر ماهو متحفز للانخراط في مسار الحداثة ويستمد ثراءه من التعددية الفكرية واحترام الاختلاف. واكد الوزير في جانب اخر حرص الدولة على تكريم المبدع ورفع منزلته وتوسيع حيز الحرية امامه باعتبار /ان حقول الثقافة والابداع لا تزهر بغير الحرية/ ملاحظا ان هذه الندوة تحظى باهتمام خاص من منظمة المراة العربية في ظل رئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية لهذه المنظمة. واضاف ان هذا اللقاء يعقد في سياق ذي رمزية عالية نظرا لتزامنه مع الاحتفال باختتام تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية والاحتفال باليوم الوطني للثقافة الذي اكد فيه رئيس الدولة ان تونس قد وضعت مشروعا حضاريا شاملا ومتكاملا اصبحت فيه الثقافة قاعدة التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما تنتظم هذه التظاهرة ايضا خلال دورة رئاسة تونس لمنظمة المراة العربية حيث ما انفكت رئيسة المنظمة تقدم كل الدعم للمبدعات العربيات في شتى المجالات الى جانب تزامنها مع الاحتفال باليوم العالمي للمراة الذي يمثل مناسبة هامة لمزيد العطاء من اجل حداثة عربية يكون الادب احد تجلياتها. واوضح ان موضوع الندوة /صورة المراة العربية في كتاباتها/ هو موضوع ثري يتناسب طرحه مع هذه الفترة التي قطعت فيها المجتمعات العربية اشواطا مهمة في تحرير المراة فضلا عن كونه موضوعا يطرح قضية المراة كاتبة وموضوعا للكتابة من منظور فكري وحضاري. واشار الى ان المقاربة المنهجية المتبعة في هذه الندوة والقائمة علىة مراوحة بين الشهادة والعمل تمكن من الجمع بين المقاربة الذاتية والمقاربة الاكاديمية للاثر الواحد. ومن جهتها بينت السيدة جميلة الماجري رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين ان رئيس الدولة بوأ المراة منزلة متجذرة في الاصالة ومنفتحة على الحداثة. واوضحت ان انعقاد هذه الندوة على ارض تونس يعكس تطور صورة المراة في هذا البلد الذي احتضن عالمات وسيدات فاضلات منذ العصور القديمة ودافع عن حقوق المراة ليرتقي بها الى منزلة الشريك الكامل في بناء الاسرة والمجتمع.