جربة 18 ماي 2010 /وات/ تحتوي جزيرة جربة على مخزون تراثي مادي ثري ومتنوع وما مساجدها الا احدى مكونات هذا التراث المعماري المتميز حيث تزخر الجزيرة بمساجد استهوت الفنانين واستقطبت اهتمام المهندسين والدارسين بما تكتسيه من قيمة فنية وعددية فجربة تعد بين 256 و288 مسجدا يتوزع على كامل الجزيرة وتضطلع هذه المساجد بعدة أدوار اجتماعية وتربوية تعليمية وعسكرية دفاعية وذلك حسب الموقع الذي تتخذه أما قيمتها الفنية فتستمدها من بساطتها وتواضعها اذ يطغى عليها اللون الابيض دون رخام أو زخرفة تذكر وما يطبع المعلم ويميزه هو فقط صومعته حيث ينصهر المسجد داخل بيئته ليكون مع مجموعة المنازل في الحومة الواحدة نسقا معماريا متواترا وفي اطار التعريف بالهندسة المعمارية لمساجد جزيرة جربة أنجزت جمعية صيانة جزيرة جربة بدعم من وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية مصغرات لعدد من المساجد شملت الجامع الكبير بالحشان وهم من أهم وأقدم المعالم في الجزيرة يعود تأسيسه الى نهاية القرن الثالث بداية القرن الرابع للهجرة ومصغرا لجامع تاجديت بفاتو بحومة السوق وهو من المعالم الحصون الذي تأسس في القرن السابع للهجرة الى جانب مصغر لجامع سيدي ياتي بقلالة من المعالم المراقب الذي يشرف على بحيرة بوغرارة وتأسس في القرن الرابع للهجرة كما قامت الجمعية بانجاز مصغرات لجوامع أخرى منها جامع السلاوتي ومدراجن والشيخ الذي هو من معالم القرى الداخلية بجربة وجامع سيدي جمور من المعالم الدفاعية على السواحل ومنارة جامع ليمس بأجيم وبيت الصلاة لجامع تلاكين وهو من أهم المدارس العلمية في الجزيرة وتوصلت جمعية صيانة جزيرة جربة الى جمع وحفظ عدة وثائق ومخطوطات منها وثائق حبس /وقفية/ لجامع بن يونس بجربة تعود الى الفترة العثمانية ووثيقة حبس لجامع المقارسة بميدون تعود الى سنة 1055 هجري وفرمان عثماني لجامع سيدي زايد بحومة السوق والترجمة العربية لهذا الفرمان العثماني وتعمل الجمعية منذ سنوات على احداث مسلك ثقافي وسياحي في جزيرة جربة للتعريف بالهندسة المعمارية وتراث المساجد وابراز قيمة التراث المعماري بها قصد المحافظة على هذه المعالم والتحسيس بأهميتها وفي هذا الصدد اختارت الجمعية توظيف جامع الباسي بوالغ كمتحف ومركز حي يوءسس لتقاليد سياحية ثقافية من شانها ان تثمن المعالم التاريخية خصوصا والتراث الاثري عموما ليحتوي بذلك هذا المتحف على لوحات تبرز الخصوصيات المعمارية والهندسية للمساجد ونماذج من مصغرات عدد من المساجد ومخطوطات ذات علاقة بالمساجد واشرطة وثائقية للمعالم الى جانب تنظيم تظاهرات ثقافية تتماشى وطبيعة المعلم وتعرف بالتراث المعماري والتاريخي والحضاري للجزيرة وانشطة علمية ودراسية وقد انطلق هذا المشروع بالقيام بعدة أشغال صيانة وترميم لجامع الباسي واعداد المعروضات واعداد دراسة الانارة والتهيئة المتحفية في انتظار توفر الاعتمادات اللازمة لانجاز بقية المكونات حتى يتركز هذا المتحف و كانت هذه المساجد بجزيرة جربة محل عناية من لدن رئيس الدولة بان اذن في الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية مدنين في نهاية شهر جانفي الماضي بصيانة عدد منها لتشمل في قسط أول جوامع ولحي والبرداوي باجيم وفوزر بميدون وبن بيان بحومة السوق في حين سيشمل القسط الثاني 15 جامعا اخر