أخبار تونس– تكريسا للعناية التي تحظى بها بيوت الله والقائمون على الشعائر الدينية من لدن الرئيس زين العابدين بن علي واحتفاء بشهر رمضان ، أدى السيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية مساء الثلاثاء زيارة إلى جزيرة جربة، الواقعة على مسافة 400 كيلو متر عن العاصمة تونس، تولى خلالها تدشين جامعي “جابر ابن زيد” بمنطقة صدغيان من معتمدية جربة حومة السوق و”الغفران” بمنطقة المحبوبين من معتمدية جربة ميدون. كما اطلع الوزير على أشغال توسعة جامع “الشهود” بربانة من معتمدية جربة ميدون، مشيرا إلى ما تتسم به سياسة رئيس الدولة من حرص على ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح والحوار مع الآخر ومؤكدا في ذات الوقت، مساندة كافة الإطارات الدينية للرئيس زين العابدين بن علي وتمسكهم بسيادته خيارا للحاضر والمستقبل. ويمثل المسجد في جزيرة جربة ، أحد المعالم الاجتماعية المهمة بحكم الموقع المتميّز الّذي يحتلّه المسجد داخل “الحومة”، إذ يتوسّط كلّ المنازل. وهو يستقطب، بالتالي كلّ المتساكنين في كلّ المناسبات الاجتماعية والدينية . و يمتاز المسجد الجربي بالبساطة. ويتميز بلونين طاغيين لكلّ المعالم: الأبيض أساسا و الأخضر بالنسبة للأبواب و النّوافذ. ولا نجد فيه الزخرفة المعروفة في أغلب المساجد التّونسيّة مثلا. فلا تتعدّى الزخرفة بعض الآيات القرآنيّة و الأحاديث والأدعية نظرا لتأثر الجزيرة بالمذهب الإباضي خلال فترات من تاريخها . وقد أعطت هذه المساجد لجزيرة جربة إشعاعا سياحيا كبيرا. كما استأثرت باهتمام عديد الباحثين بالنظر إلى خصوصياتها المعمارية الفريدة وإلى أدوارها التاريخية والاجتماعية فضلا عن قيمتها العددية إذ تنسب الرواية الشفوية للجزيرة 360 مسجدا على عدد أيام السنة. وتحظى هذه المساجد بعناية خاصة اليوم للمحافظة عليها حتى تظل مكونا أساسيا للتراث الثقافي بالجهة وللمشهد الطبيعي الزاخر بعناصر التنوع والانسجام. ومثلت جمعية صيانة جزيرة جربة أحد أهم المهتمين بهذه المساجد. وقد قامت الجمعية بعديد المبادرات الهادفة إلى حماية المساجد من الاندثار سواء بإنجاز أشغال الصيانة والترميم المستوجبة أو بالعمل التحسيسي والتدخل للحيلولة دون تشويه بعض المعالم بتوسيعات تؤثر على خصوصياتها المعمارية ولا تتناسب مع محيطها الطبيعي. كما باشرت الجمعية إنجاز نماذج مصغرة لعدد من المساجد لتأثيث متحف بالجزيرة يحتوي أيضا على ورشات حية ومخطوطات ووثائق قديمة تؤرخ لهذه المعالم ووظائفها.