الكاف 23 ماي 2010/تحرير وات/ - يعد الشمال الغربي من اكثر مناطق البلاد التونسية تنوعا بخصائصه الطبيعية الفريدة وبغاباته الخلابة ومناظره الطبيعية الرائعة. وقد اضفت المشاريع العديدة لاحياء الرصيد الغابي في ولايات جندوبةوالكاف وباجة وسليانة مزيدا من الجمالية على المخزون الغابي الى جانب توفير موارد رزق لاكثر من 300 الف ساكن. وعلاوة على المشاريع المتصلة باحداث الطرائد النارية والفجوات الغابية وانتاج الحطب وزرع الصنوبر الحلبي "الزقوقو" اتجهت الجهود نحو تعزيز الغطاء الغابي ومضاعفة حجم المساحات الغابية وبالتالي حماية الحيوانات البرية. ويتنزل في هذا الاطار بالذات احداث محميات طبيعية في كل من سدين والكاف وجبل خروفة وباجة الى جانب الحديقة الوطنية الفايجة بغار الدماء من ولاية جندوبة ومحمية جبل سيف في نبر بولاية الكاف المزمع الشروع فى تهيئتها قريبا. وقد امكن انجاز مثل هذه المشاريع بفضل توفر مجاري ومنابع مياه طبيعية لاسيما وان اكبر كميات المياه في البلاد تتاتي من هذه المنطقة التي تمثل خزان مياه البلاد التونسية بسدودها الكبيرة على غرار سد بربرة وملاق وبوهرتمة والاخماس والرميل الى جانب عشرات السدود الجبلية التي شيدت خلال السنوات الاخيرة والتي كانت عاملا هاما للنهوض بالزراعات السقوية. كما لا تخفى جهود الاحاطة والعناية التي حظى بها قطاع الغابات والتى مكنت من تحقيق نمو ملحوظ في المساحات الغابية حيث انها شملت "اكثر من 30 الف هكتار اضافية فقط في ولاية الكاف" وقد ساهم تعزيز التشريعات ذات الصلة بحماية الغابات ومقاومة الاستغلال المفرط لهذه الثروات وتنظيم نشاط الصيد البري بصورة ناجعة في تثمين المخزون الغابي وبالتالي في صيانة التنوع البيولوجي الذي يعد من المسائل الحيوية التي تحرص تونس على تكريسها وقد تجلى ذلك بالخصوص من خلال الانشطة التحسيسية والتوعوية التي انتظمت ضمن الاحتفال يوم 22 ماي باليوم العالمي للتنوع البيولوجي. ويبقى الشمال الغربي بما يتميز به من تنوع وثراء نباتى على غرار ازهار الاوركيدي واشجار اللبلاب بالوانها الزرقاء والبنفسجية وبخصوصية كسائها الغابى الاخضر على امتداد السنة متنفس البلاد التونسية وخزان مياهها وموطن النباتات والحيوانات البرية.