تونس 26 ماي 2010 (وات) - اهتمت الجلسة الختامية لندوة جريدة الحرية " الاعلام والتنشئة المتوازنة للشباب " التي تراسها مساء يوم الاربعاء بتونس العاصمة السيد حمادي بن حماد رئيس دائرة الاعلام بالتجمع الدستوري الديمقراطي " بتعميق النظر حول سبل انتاج خطاب اعلامي يساهم في تنشئة متوازنة للشباب. وتم خلال هذه الجلسة التاكيد على ان الشباب ينتظر اعلاما صادقا نزيها يهتم بالمواضيع ذات العلاقة بقضاياه وقريبا منه اسلوبا ومضمونا في اطار تناول موضوعي هادف يلتزم باخلاقيات المهنة. وعبر الدكتور ماضي الخميس الامين العام للملتقى الاعلامي العربي في مفتتح مداخلته حول " دور الاعلام في مشاركة الشباب في الشان العام " عن تقديره لمبادرة الرئيس زين العابدين بن علي التي صادقت عليها منظمة الاممالمتحدة بالاجماع والتي تقضي باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب مشيدا بحكمة سياسة تونس في المجال الشبابي التي تراهن على الحوار مع الشباب وتستطلع اراءه في مختلف المجالات. وعمق المحاضر مفهوم اعلام الشباب الذي يقوم على مبدا انتاج الرسالة الاعلامية من قبل الشباب وبلغتهم ومن منطلق حاجة شبابية دقيقة مؤكدا على ضرورة ان يكون الشباب مشاركا حيويا في منظومة اعلام الشباب وليس مستهلكا فحسب. الدكتور ماضي خميس ولاحظ ان الاعلام الحديث يجب ان يقوم على ضبط جاجيات الشباب مستعرضا مختلف استخدامات الفئة الشبابية للتكنولوجيات الحديثة ومشددا على ضرورة توعية الشباب وحمايته من بعض المنزلقات المحتملة عند تخاطبه مع هذه الوسائط التكنولوجية واهتمت السيدة منجية السوايحي استاذة تعليم العالي من جهتها في مداخلتها تحت عنوان" سياسة الاعلام في بناء عقلية الشباب " بمفهوم الاعلام واهدافه مشيرة الى قوة واهمية الفعل الاعلامي مشددة على ضرورة ان يتصف الاعلام بالنزاهة وان ينقل صورة صادقة عن الوقائع ولا ينزع منزعا تضليليا ومغرضا. ولاحظت ان تدفق المعلومات بمختلف فروعها وتنوع وسائط التكنولوجيات الحديثة صعب عملية الضبط الاجتماعي حيث ان العوامل المتدخلة في عملية التنشئة تنوعت وتداخلت بما يجعل من الصعوبة بمكان مراقبتها. وشددت من ناحية اخرى على ضرورة اعتماد التربية على الاعلام منذ المراحل العمرية الاولى بما يساعد على تربية النشء على قيم الحوار داعية الى تطوير الخطاب الاعلامي بما يجعله اقرب الى خصوصيات الشباب والى فتح فضاءات حوارية اكثر للشباب حتى يعبر عن مشاغله . الدكتور نجيب بوطالب وتناولت محاضرة الدكتور نجيب بوطالب مدير المعهد العالي للإنسانيات بتونس موضوع " دور الإعلام في مشاركة الشباب في الشأن العام " الذي أصبح يمثل احد أهم مشاغل الدول والمجتمعات والمنظمات المعنية بتحقيق التنمية المتوازنة. وبين المحاضر أن تونس تولي عناية خاصة بمسألة مشاركة الشباب في الشأن العام مستعرضا اهم الإجراءات التي استفاد بها الشباب وتنوع آليات الحوار معه ضمن مقاربة تتميز بالشمولية والتكامل . وأكد على أهمية البحث عن آليات جديدة لدفع عمليات مشاركة الشباب في الشأن العام وخاصة منها ما يتعلق باستغلال فضاءات الحوار ومؤسسات الإعلام والاتصال مشيرا إلى أن هذه الآليات الجديدة سوف تعمل على خلق ظروف جديدة لإقامة تمثيلية حقيقية للشباب وعلى تثمين العمل الشبابي والتطوعي فضلا عن توفير مزيد الفرص أمام الشباب للتعبير والالتزام والعمل البناء. الدكتورة زهرة الغربي وتناولت الدكتورة زهرة الغربي مديرة معهد الصحافة وعلوم الإخبار بالتحليل إشكالية التنشئة المتوازنة للشباب في عالم إعلامي واتصالي متغير. وأوضحت أن جوهر هذه الإشكالية لا يقف عند التسليم بأحقية الإعلام في الاضطلاع بدوره الريادي في التنشئة الاجتماعية ومشاركة الأسرة والمدرسة في القيام بهذه المهمة في إطار التكامل والترابط مع الحفاظ على مقومات المجتمع وحفظ خصوصياته بالإضافة إلى تربية الفرد على ثقافة المواطنة والنقاش مع الآخر في إطار من التواصل والشراكة باعتبار أن هذا الأمر بات اليوم من قبيل المسلمات والبديهيات. وبينت أنه وجب تعميق النظر حول سبل انتاج خطاب اعلامي يؤدي دوره الصحيح في علاقته بالشباب مع تحديد منطلقات وزوايا التناول الاعلامي تجاه الفئة الشبابية.