أخبار تونس – في إطار المهرجان الدولي للزيتونة بالقلعة الكبرى وبمشاركة متدخلين من تونس ومصر انتظمت يوم السبت الفارط ندوة فكرية بعنوان "الشباب والتعبيرات الثقافية الجديدة" في محاولة من المنظمين للتعرف على أبعاد ثقافة الشارع أو الثقافة الحضرية التي تستقطب جموعا غفيرة من الشباب نتيجة التداخل بين المحلي و العالمي عبر نفوذ و سائل الإعلام الحديثة و تأثيرها المتنامي بسبب تراجع آليات التنشئة التقليدية وضعف سلطة الأسرة و المدرسة و المؤسسات المعنية الأخرى. وفي مداخلة له أوضح السيد المنجي الزيدي مدير عام الوكالة التونسية للاتصال الخارجي الأهمية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للشباب الذي مثل في تاريخ تونس طاقة مجددة تضيف للمجتمع عبر الجمعيات و حركة الشباب التونسي و المدارس الثقافية التجديدية مبرزا تأثير التعبيرات الثقافية الجديدة كرقص الشوارع و التصوير على الجدران و الراب حاليا على الثقافة الشبابية و ذلك عبر وسائل الاتصال الحديثة التي روجتها عالميا. و ألح المحاضر على ضرورة التنشئة السليمة وتجذير الخصوصية الثقافية لدى الشباب في المؤسسات الثقافية و الشبابية بالعودة إلى منابع الثقافة و التاريخ مع التركيز على مجتمع المعرفة. أما السيد محمد زين العابدين مدير عام مدينة الثقافة فبين في مداخلته بعنوان (مدينة الثقافة كمثل للتعبيرات الفنية الجديدةبتونس )أن التنشئة الثقافية في المعاهد العليا بمختلف جهات البلاد مكنت من اكتشاف طاقات تونسية شابة قادرة على الإبداع في مستوى المسرح والكوريغرافيا و السينما و التعبير عن ثقافتها في إطار ثقافة كونية، وبين أيضا ان مدينة الثقافة بتونس المنفتحة على العالم والتي تركز على مبدأ التنوع الثقافي هي من جملة المكونات التي تسهر على التنشئة الثقافية فهي مدينة للتكوين و الإنتاج و التوزيع تحتوي على فضاء للفنون المرئية المشهدية و فضاء للمبدعين. من جهتها أبرزت السيدة نوال مصطفى رئيسة تحرير سلسلة" كتاب اليوم " في دار أخبار اليوم المصرية في مداخلتها بعنوان " عالم جديد ...ثقافة جديدة " أهمية الانفتاح الإعلامي والحوار الثقافي في ظل العولمة مشددة على دور المؤسسات الثقافية العربية في تحصين الشباب من الهجمة الثقافية الخارجية بتقديم ثقافة عربية أصيلة و في مساعدته على استعمال التكنولوجيات الحديثة. أما السيدة ربيعة بلطيفة التي تعد حاليا دكتوراه في العلوم الثقافية فقدمت مداخلة حول إشكاليات تلقي التعبيرات الفنية الشبابية المعاصرة في تونس بعنواان " الفن التشكيلي نموذجا "تطرقت فيها إلى مدى تأثير الخطاب الثقافي الشبابي في المتلقي و إلى إشكالية الاندماج في السوق الفنية المتاحة للشباب في تونس و عزوف المتلقي عن الإقبال على أروقة الفنون. و دار نقاش مستفيض شارك فيه طلبة و تلاميذ تم خلاله التأكيد على ضرورة تكثيف النوادي الثقافية المختصة في المعاهد و على كسب معركة ترويج المنتوج الثقافي التونسي بالتركيز على جودة المحتوى الى جانب الإشارة الى أهمية المدونات الثقافية الالكترونية و استغلال شبكة الانترنات للتعريف بموروثنا الثقافي.