دعا المشاركون في الندوة العلمية المشتركة التونسية المصرية الثانية حول ” الاعلام الديني وتحديات العصر” الى عقد مؤتمر تشاوري تحت راية المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة لوزراء الاوقاف والشؤون الدينية والاعلام في العالم الاسلامي لوضع خطة عملية مشتركة للارتقاء بمحتوى الاعلام الديني.وأكدوا في ختام ندوتهم المنعقدة يومي 16و17 فيفري 2008 بتونس على تكثيف التعاون الاعلامي بين الدول العربية والاسلامية وتوفير التكوين والتدريب اللازمين لمنتجي البرامج الدينية ومزيد تفعيل الفضائيات وتعزيزها بالكفاءات القادرة على تقديم خطاب ديني متزن يحمي الشباب والناشئة من التعصب ومن الانبتات وينمي لديهم روح النقد العقلاني واعمال الفكر. وشددوا على أهمية تكثيف الاستثمار المشترك لبعث شركات انتاج سينمائي وتلفزيوني تسهم في ابراز الدين الاسلامي الحقيقي وفي نشر قيم التسامح والاعتدال والقبول بالراى المخالف. وأكد السيد بو بكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية في كلمته الاختتامية للندوة على ضرورة التضامن بين البلدان العربية والاسلامية ولاسيما بين تونس ومصر من أجل ايجاد الاليات الكفيلة بوضع استراتيجية لتحصين الناشئة من مظاهر التطرف والانغلاق وشرح حقائق الاسلام وابراز قيمه السمحة معربا عن اليقين بالنجاح في تحقيق هذا الهدف بفضل ما يحدو الرئيسين زين العابدين بن علي ومحمد حسني مبارك من ارادة سياسية. ومن جهته ابرز السيد محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف بجمهورية مصر العربية ما تتميز به سياسة كل من تونس ومصر من وسطية واعتدال وعقلانية بعيدا عن الغلو والتعصب ملاحظا أن التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات وخاصة الشؤون الدينة يشكل نموذجا يحتدى لباقي الدول العربية والاسلامية. وأعرب من جهة أخرى عن اعجابه بالمكتبة الوطنية التي قال أنها تمثل صرحا حضاريا متميزا مضيفا قوله ” انني أهنئ الرئيس زين العابدين بن علي رائد الاصلاح في تونس على هذا الانجاز”. وكان المشاركون استمعوا قبل ذلك الى محاضرات رصدت ملامح صورة الاسلام والمسلمين في الصحافة الغربية وعلى شبكة الانترنات وتناولت بالتحليل الخطاب الديني في الفضائيات العربية. فقد تطرق الدكتور حسين أمين الاستاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة الى ملامح صورة الاسلام والمسلمين في الصحافة الناطقة بالانقليزية في كل من الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا ملاحظا أن التناول الاعلامي الغربي لهذه الصورة لا يستند في غالب الاحيان الى المعايير الاخلاقية والمهنية للممارسة الصحفية. ولاحظ أن الكتابات الصحفية الزاخرة بالخلط بين الاسلام والارهاب قد تضاعفت 3 الاف مرة في بريطانيا ما بين 2000و2008 وهو ما يتستوجب من العالم العربي والاسلامي القيام بمبادرات لمزيد الانفتاح والحوار مع الاخر. كما دعا الاكاديميين العرب والمسلمين الى مزيد الاستفادة من مزايا الانترنات للتحاور مع نظرائهم في العالم الغربي والتنسيق معهم من أجل تقديم صورة ايجابية عن الاسلام. واهتمت الدكتورة ثريا السنوسي الاستاذة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار في محاضرتها بملامح وخصائص الفضاء الاعلامي الديني العربي ممثلا في زهاء 43 قناة عمومية وخاصة مشيرة الى أن هذه القنوات لا تقدم خطابا دينيا اسلاميا موحدا. ودعت الى تطوير اليات هذا الخطاب الديني والى وجوب التصاقه اكثر بمشاغل الناس وتجاوزه الرتابة والتكرار بعيدا عن منهج الاملاء والتلقين. وفي مداخلته بعنوان “مظاهر الاختلاف في تناول المسالة الدينية عبر شبكة الانترنات قضية حضور المرأة في الحياة العامة ومشاركتها في التنمية نموذجا” رصد الدكتور عفيف الصبابطي الاستاذ بجامعة الزيتونة اتجاهين اثنين يتناولان موضوع المرأة على شبكة الانترنات اتجاه متشدد يقدم صورة سيئة عن الاسلام فيها الكثير من الغلو والتشدد واستنقاص للمرأة وتهميش لدورها واخر مستنير يقدم صورة مشرقة عن رسالة الاسلام وموقفه من أبرز القضايا الاجتماعية. ودعا المحاضر الى المشاركة الفعالة في هذا الحراك الفكرى على شبكة الانترنات ليس فقط من أجل تقديم صورة مشرقة عن الاسلام بل من أجل تشكيل اراء ومواقف الشباب والناشئة في العالم العربي والاسلامي وتوجيهها نحو المزيد من الاستنارة والاعتدال والوسطية. ومن جهته استعرض الدكتور محمد الشحات الجندي الامين العام للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بمصر ملامح صورة الاسلام في شبكة الانترنات مبرزا ثلاثة نماذج لهذه الصورة يتميز الاول وهو الطاغي على الشبكة بنسبة كبيرة بالسلبية ويقدم صورة سيئة عن الاسلام في حين يتميز الثاني بالايجابية وهو يحضر على الشبكة بنسبة ضعيفة ويقدم الاسلام على أنه دين انساني يساهم في فض النزاعات في العالم أما النموذج الثالث فهو نموذج مشوب بالالتباس والخلط. ودعا المحاضر الى ضرورة وضع خطة علمية محكمة تساعد صانعي القرار في العالم العربي والاسلامي على التصدي للمغالطات وتقديم الاسلام الحقيقي للاخر .