تونس 20 جوان 2010 (وات)- احتفلت تونس يوم الأحد مع بلدان العالم، ولخامس مرة على التوالي، بعيد الآباء الموافق سنويا ثالث أيام الآحاد من شهر جوان. وإذ يعكس هذا الاحتفال مدى التزام تونس بقيمة المساواة بين المرأة والرجل، وحرصها على ترسيخ مفهوم الشراكة بين الزوجين، فهو يعد تثمينا للوظائف الهامة التي يضطلع بها الآباء إلى جانب الأمهات في رعاية الأطفال وتربيتهم، في إطار من التوافق والاحترام المتبادل، على مبادىء التنشئة السليمة التى تعزز تماسك الأسرة وسلامة أفرادها، وتوازن المجتمع واستقراره. ذلك أن هذه الوظائف تتجاوز اليوم الأدوار التقليدية للسلطة الأبوية ولتأمين النفقات الأسرية، لتشمل الرعاية العاطفية للأبناء الذين أصبح الآباء يسخرون لهم جانبا هاما من أوقات الفراغ ويخوضون معهم في مسائل عديدة لم يكن الطفل يجد لها أجوبة شافية إلا خارج إطار العائلة. وهى وظائف مدعوة، بحكم تطور مستوى العيش وتحسن نوعية الحياة وتنامي استعمال تكنولوجيات الاتصال الحديثة، إلى اعتماد أساليب حديثة للتنشئة تولى الرعاية العاطفية للأبناء (أطفالا أو مراهقين) كل الاهتمام، وتركز على ترسيخ القيم الاصيلة والعادات السليمة لديهم. فهذه الجوانب تعد من العوامل المؤثرة في تحديد شخصية الطفل الذي يتمثل بالأب فى كل سلوكاته، وهى بمثابة صمام أمان ازاء ما قد يتهدده من مخاطر ذات علاقة بالبيئة الرابعة وبالفضاء الاتصالي المعولم، كما تحميه من مزالق العنف والتطرف. وتجد الأساليب التربوية المعززة لدور الآباء في الأسرة والمجتمع سندها المتين في المقاربة التحديثية للرئيس زين العابدين بن علي الذي أقام مشروعه الإصلاحي على المساواة في الحقوق وفي الواجبات وارتقى بالعلاقة بين المرأة والرجل صلب الأسرة إلى مستوى الشراكة الواعية من أجل مجتمع متوازن يكفل التواصل السليم بين الأجيال. وفي إطار الاحتفالات بعيد الأباء أقامت المنظمة التونسية للتربية والأسرة مساء السبت بالعاصمة مائدة مستديرة حول موضوع المسؤولية التربوية للآباء في مجتمع متطور، بمشاركة مختصين في علوم الاجتماع والنفس والتربية. وكانت مناسبة لتكريم عدد من الآباء المثاليين في تربية الأبناء وفى بناء أسرة متماسكة ومتوازنة، الى جانب المشاركة الفاعلة في الحياة المدنية.