تونس 5 جويلية 2010 (وات)- تضمنت الصيغة الجديدة لدليل التوجيه الجامعي لسنة 2010 الذي أصدرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جملة من التعديلات الهامة جاءت نتيجة تقييم معمق لمنظومة التوجيه الجامعي بهدف مزيد تحسين مستوى تشغيلية حاملي الشهادات العليا. وشملت النسخة الجديدة لدليل التوجيه تبويبا مختلفا لعروض التكوين حسب المجالات ثم الاختصاصات ثم الموءسسات. كما يبرز التجديد فى المحتوى من خلال تنويع الاختصاصات مع الاخذ فى الاعتبار معطيات سوق الشغل ولإضفاء المرونة اللازمة التى تجنب الاختصاص المبكر. ويتمثل التعديل الاساسي على مستوى عروض التكوين الجامعي في دمج بعض الإجازات في مراحل تكوينية مشتركة لمدة سداسيين أو ثلاث حسب طبيعة كل اختصاص تفاديا لان يتوجه الطلبة الجدد نحو اختصاصات دقيقة يصعب فهمها، على غرار دمج الاجازة الاساسية في القانون الخاص والاجازة الاساسية في القانون العام في اجازة واحدة هي الاجازة الاساسية في الحقوق. كما تقلص في اطار الصيغة الجديدة لدليل التوجيه عدد التخصصات (المتكررة والمتشابهة)، فوقع الاقتصار على 580 شعبة دراسية معنية بالتوجيه الجامعي عوضا عن 720 دون التخلي عن اي اختصاص من الاختصاصات التي كانت تدرس الى حدود السنة الجامعية المنقضية والتي تم تدعيم بعضها تماشيا مع الأهداف الكبرى للمنظومة التكوينية في التعليم العالي حتى يكون الاختصاص في نهاية التكوين لا في بدايته. ويمكن هذا الخيار الموءسسة التعليمية من تعديل المسارات وطاقات الاستيعاب حسب تطورات سوق الشغل والأخذ فى الاعتبار المستجدات المحتملة فى بعض الاختصاصات الدقيقة الجديدة أو التقلص في مجال تشغيل بعضها خلال المسار التكويني للطالب. وكرس الدليل الجديد من ناحية اخرى الانخراط في التوجه الرئاسي الرامي الى دعم مستوى جودة التكوين في التعليم العالي بإعادة الاعتبار للإنسانيات وايلاء الاهمية اللازمة للغات في الجامعة التونسية، وهو ما تجلى من خلال إعادة تاهيل بعض الإجازات الاساسية في علم الاجتماع وعلم النفس وفي بعض اللغات الاجنبية مثل الألمانية والإيطالية والإسبانية فضلا عن إحداث مرحلتين تحضيريتين الأولى في اللغات (عربية، فرنسية، أنقليزية) والثانية في العلوم الإنسانية (فلسفة وتاريخ وجغرافيا). كما تم في ذات الاطار إعادة النظر في مقاييس التوجيه الجامعي نحو اللغات بصورة عامة من خلال احتساب الأعداد التي تحصل عليها الطالب في اللغة أو اللغات المعنية ضمن الصيغة الإجمالية المعتمدة في عملية التوجيه. وكذلك الشان بالنسبة الى النهوض بالدراسات الهندسية والارتقاء بعدد المهندسين في تونس، حيث تم الترفيع في طاقة الاستيعاب بالنسبة الى المراحل التحضيرية للدراسات الهندسية بعد ان تم دعم المراحل التحضيرية ومدارس المهندسين باحداث اقسام تحضيرية او مدارس جديدة. وعلى مستوى الشكل فإن الدليل أتى هذه السنة في صيغتين: الصيغة المعتادة التي تقدم عروض التكوين حسب الجامعات والموءسسات الجامعية وصيغة جديدة تقدم العروض حسب مجالات التكوين. ومن مزايا هذه الصيغة الاخيرة أنها تتناسب مع التمشي المنطقي لعملية الاختيار إذ يكون الاختيار في غالب الأحيان للمجال ثم الاختصاص ثم الموءسسة التي يتوفر بها هذا الاختصاص وهو ما يضفي على الدليل قدرا اكبر من المقروئية والوضوح. ويحتوي الدليل الجديد لأول مرة على جدول يبين المسالك التي يمكن أن يفضي إليها كل اختصاص في نهاية المسار مما يعطي فكرة أولية عن مجالات التشغيل الممكنة. واعتبارا لاهمية عملية التوجيه الجامعي وارتباطها بمستقبل اجيال الدارسين واختيارات تنموية استراتيجية تعتمد اساسا على توفير المعلومات للطالب الجديد، تم صلب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي احداث مركز وطني ومكاتب جهوية للتوجيه الجامعي تتمثل مهمتها في تقديم التوضيحات الضرورية للطلبة الجدد واوليائهم حول خصوصيات عروض التكوين التي توءمنها موءسسات التعليم العالي والمقاييس العلمية والدراسية المعتمدة والمؤهلات المطلوبة للالتحاق بهذه المسالك والافاق الاكاديمية والمهنية التي تفضي اليها الدراسات الجامعية الى جانب الاحاطة بهم في الخدمات الجامعية. ويتم الاعلان عن نتائج عملية التوجيه على اربع مراحل اولها يوم 23 جويلية والثانية فى 31 جويلية والثالثة فى 7 اوت لتختتم يوم الاربعاء 11 اوت بالاعلان عن نتائج الدورة النهائية للمترشحين ممن لم يتحصلوا على توجيه خلال الدورات الثلاث.