تونس 17 جويلية 2010 (وات) - تستحث تونس، التي تمتلك موارد طاقية متواضعة، الخطى على درب تامين حاجيات اقتصادها في هذا المجال وتنويع مصادر الطاقة ولا سيما عبر تكثيف الاستثمار في مجال الطاقات البديلة. وتولي تونس، بالتوازي مع تطوير أنشطة استكشاف المحروقات، من خلال منح 56 رخصة بحث متوقعة لسنة 2010، من شانها تقييم إمكانيات مخزونات التراب الوطني الذي لم يكشف بعد عن كل أسراره، عناية خاصة للاستثمار في الطاقات المتجددة /الشمسية والتوليد المؤتلف والرياح/. وينصهر المخطط الشمسي التونسي في صميم هذه التوجهات باعتبار انه يدمج كافة مجالات النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة. وتقدر التمويلات المرصودة لهذا المخطط، المتناغم مع المخطط الشمسي المتوسطي، بما قيمته 3600 مليون دينار، وهو يتكون من 40 مشروعا متكاملا يشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والنجاعة الطاقية والانتاج الذاتي للكهرباء والترابط الكهربائي وصناعة اللاقطات الشمسية /فوطوضوئية/ وجملة من المشاريع الاخرى.. ويؤمن الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة ما قيمته 260 مليون دينار من التمويل، فيما تصل مساهمة القطاع العمومي في المخطط الشمسي التونسي الى 800 مليون دينار /منها 780 مليون دينار توفرها الشركة التونسية للكهرباء والغاز/ اما مساهمة الصناديق الخاصة ضمن نفس المخطط فتقدر ب 2500 مليون دينار /منها 1074 مليون دينار لفائدة المشاريع التي توجه انتاجها الى التصدير/, وينتظر ان تتم تعبئة ما يناهز 40 مليون دينار عبر التعاون الدولي. وبدا هذا التوجه الاستراتيجي نحو الطاقات المتجددة في استقطاب اهتمام المستثمرين الدوليين. ويتجلى ذلك خاصة من خلال تمركز مؤسسات ذات صيت عالمي في تونس على غرار الشركة البريطانية "نور للطاقة"، المتخصصة في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط. وافاد السيد كيفن سارا, المدير العام للشركة, "ان قرار الاستثمار في تونس جاء بالنظر الى ما يتوفر بالبلاد من مناخ استقرار سياسي واقتصادي فضلا عن القرب الجغرافي لتونس من الاسواق الاوروبية". واعتبر السيد كيفن سارا، الذى يشغل ايضا خطة النائب الثاني لرئيس الغرفة التجارية التونسية البريطانية، ان فكرة احداث شركة "نور للطاقة" جاءت من منطلق ان الصحراء الافريقية الشاسعة تتوفر على امكانيات هامة لانتاج الطاقة الشمسية. "وتطمح شركة "نور للطاقة" الى تركيز محطات ضخمة فى الصحراء لانتاج الكهرباء باقل نسبة افرازات من غاز الكربون". وابرز السيد كيفن سارا لدى تطرقه الى التعاون الثنائي بين بريطانيا وتونس فى مجال الطاقة، ان هذه الشركة تمثل دعما للمؤسسات البريطانية الاخرى التى اسهمت بشكل كبير فى تطوير قطاع الطاقة فى تونس. وعبر السيد ديديي لارتيغ، مدير شركة "كلارك إنرجي تونس وفرنسا"، المحدثة سنة 2007، من جهته، عن الارتياح للسرعة التي انطلقت بها أنشطة مؤسسته. وقد ركزت الشٌركة 3 مولدات كهربائية بحقول "الواحة" النفطية (جنوب) للحدٌ من الانبعاثات المتأتية من شعلات حقول النفط. كما تعيد هذه المولدات، التي دخلت حيز العمل منذ نوفمبر 2009، تغذية موقع الحقول بالكهرباء عوضا عن المولدات الكهربائة القديمة التي تعمل بالديزل. وفي مجال الطاقات المتجددة تم تجهيز موقع تحلل المواد العضوية لشركة اسواق الجملة بتونس الكبرى، بمولد غاز حيوي كلارك لتثمين الغازات المتأتية من عملية تحلل النفايات بالسوق.