تونس 20 أكتوبر 2010 (وات) - تحتضن تونس يومي 29 و30 أكتوبر 2010 الندوة العالمية للطاقة الشمسية. وتفتح هذه الندوة افاقا جديدة على الصعيد الوطني لمزيد استغلال الامكانيات المتوفرة من الطاقات المتجددة في تونس، بما يسهم في تنويع المزيج الطاقي لإنتاج الكهرباء على المدى البعيد وبالتالي التقليص من استهلاك المحروقات . وتمثل ايضا فرصة للتعريف بالانجازات والمكاسب الهامة التي حققتها تونس في ميدان استغلال الطاقة الشمسية سواء في مجال تسخين المياه او برنامج المنازل الشمسية الذي انطلق منذ شهر افريل المنقضي وكذلك المشاريع الكبرى لطاقة الرياح والتوليد المؤتلف للطاقة. وينتظر ان تسلط الندوة الضوء على التجربة الوطنية الرائدة المتعلقة بالانطلاق، ولاول مرة، في مشروع انتاج الكهرباء بحقل البرمة من طرف شركة "ستيب" الذي يعمل بالطاقة البخارية/الشمسية. وبين السيد عبد العزيز الرصاع، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتكنولوجيا المكلف بالطاقة المتجددة والصناعات الغذائية في ندوة صحفية عقدت، يوم الاربعاء بدار المؤسسة، حول التعريف بالمخطط الشمسي التونسي ان هذه الندوة العالمية للطاقة الشمسية "تعد فرصة هامة تبرز اسبقية تونس في مجال الطاقات المتجددة". ولاحظ انه تم الشروع في تنفيذ المحور 11 من البرنامج الرئاسي، "معا لرفع التحديات"، حول "نحو اقتصاد بمحتوى تكنولوجي رفيع صديق للبيئة مقتصد للطاقة ومجدد" والذي رسم عدة اهداف طموحة ورائدة في ميدان الطاقة منها خاصة مضاعفة مساهمة الطاقات المتجددة في الاستهلاك الوطني للطاقة بخمس مرات مقارنة بالنسبة الحالية. وبين انه تم تعزيز الارضية القانونية في هذا المجال عبر تنقيح قانون التحكم في الطاقة ليشمل عدة مجالات اهمها فتح المجال امام الخواص لانتاج الكهرباء لغرض الاستهلاك الذاتي مع امكانية نقل الفوائض الى مراكز استهلاكها او بيعها للشركة التونسية للكهرباء والغاز. واضاف ان الاطار القانوني الجديد يوفر الارضية الملائمة لتحقيق الاهداف المنشودة في مجال الطاقات المتجددة على المدى المتوسط ولا سيما تلك التي تم ادراجها بالمخطط الشمسي التونسي الذي اقره رئيس الدولة سنة 2009 والذي يتنزل في اطار المشاريع العالمية المماثلة على غرار المخطط الشمسي المتوسطي ومبادرة "ديزرتاك" والمبادرة اليابانية. وسيمكن المخطط الشمسي تونسن من التموقع وطنيا واقليميا في سوق جديدة للطاقة. وهو يتكون من 40 مشروعا عمليا يتم انجازها في الفترة خلال الفترة //2010-2016//. ويهدف هذا المخطط الى النهوض باستعمال الطاقات المتجددة في انتاج الطاقة الكهربائية عبر الرفع من القدرة المركزة من حوالي 144 ميغاوات سنة 2009 الى 550 ميغاوات سنة 2014 مع العلم ان سنة 2010 شهدت الانطلاق فى تجسيد عدة مشاريع سترفع القدرة المركزة الى 345 ميغاواط سنة 2011. ويتمثل الهدف المرسوم على المدى المتوسط في ميدان الطاقات المتجددة في بلوغ 1000 ميغاوات في غضون 2016 منها 75 بالمائة متاتية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية على ان ترتفع الى 4700 ميغاواط في افاق 2030 . ويهدف المخطط الشمسي ايضا الى دعم ترشيد استهلاك الطاقة من خلال اقتصاد 24 بالمائة فى الطلب على الطاقة الاولية سنة 2016 اي 3 ملايين طن مكافىء نفط من الطاقة الاولية مقابل اقتصاد ب1ر1 مليون طن مكافىء نفط سنة 2009 (12 بالمائة من الطلب سنة 2009). وتتدخل فى انجاز هذا المخطط عدة اطراف تمثل الدولة والقطاع الخاص مع الاستناد على مزيج من الاليات المالية المبتكرة لتجسيم الاستثمارات المبرمجة والتي تقدر ب 1ر4 مليار دينار. ولاحظ كاتب الدولة المخطط الشمسي التونسي يترجم رغبة تونس فى التقدم بخطوات ملموسة في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ويؤكد طموحها لتصبح قاعدة عالمية للانتاج والتصدير الصناعي والطاقي بما في ذلك الطاقة الشمسية . كما اشار ان تونس كانت سباقة اقليميا للتموقع في منظومة الربط الكهربائي على مستوى البحر الابيض المتوسط عبر مشروع الربط في مجال الكهرباء في نطاق التعاون التونسي الايطالي والمتمثل في انشاء مركز انتاج للكهرباء بطاقة الرياح بقدرة 1200 ميغاواط سيتيح لتونس تصدير الكهرباء الى اوروبا. وتسجل هذه الندوة مشاركة ابرز المسؤولين عن قطاع الطاقة والطاقات المتجددة من مصر والاردن وفرنسا وايطاليا واليابان والمانيا واسبانيا والامارات العربية المتحدة بالاضافة الى عدد هام من المستثمرين والخبراء والجامعيين وهياكل التمويل الدولية على غرار البنك العالمي والبنك الاوروبي للاستثمار.