طبرقة 12 جويلية 2009 (وات)- مثلما كان متوقعا امتلات مدارج "معبد البازيليك" وكذلك شوارع وانهج مدينة طبرقة القريبة من المسرح الاثرى وذلك بمناسبة العرض الثاني من فعاليات مهرجان الجاز الدولي والذى احياه الفنان العالمي واحد نجوم الريقى الفا بلوندى . ساعتان من الرقص والغناء على ايقاعات افريقية بكلمات تعبر عن عمق الجرح الافريقي ميزت ابرز عناصر المشهد في مسرح البازليك ليلة السبت من خلال مشهد مسرحى متميز واداء غنائي قوى ومؤثر ومصاحبة موسيقية غلبت عليها مثلما هو حال موسيقي الريقى الالات الايقاعية. نجح ابن الكوت ديفوار في تحويل كامل مدينة طبرقة الى حالة وجودية اخرى مختلفة عن المعيش اليومى انها تجليات على عوالم موسيقي عالمية ذات الوان افريقية وتختزل تجربة ثرية اثمرت العديد من الالبومات ومئات العروض في مختلف انحاء العالم بمصاحبة كامل عناصر فرقته. فنان الريقى بدا مسكونا بآلام افريقيا وخاصة بلده الكوت ديفوار فكانت موسيقاه بمثابة مناشدة الى القارة السمراء للخروج من حالة الفوضى الى الاستقرار والرفاه حيث جاءت اغلب المقاطع الموسيقية والاغاني التي قدمها في السهرة من البومه المعنون ب "انتصار الله " الذى مثل صرخة احتجاح على الاوضاع فى بلده وامل في عودة التضامن وانتشار روح التسامح من جديد. وقد تميزت كلمات الاغاني بكونها وردت في شكل قوى ومباشر خالية من كل الاحاءات او التخفى وراء الكلمات بل انها بدت كما لو انها شعارات ذات لهجة احتجاجية على اوضاع القارة السوداء هذه القارة المجروحة على حد تعبير الفا بلوندى مع ذلك فان الحبكة الموسيقية كانت متميزة من خلال تشريك اكثر من الة وهو خيار اراد من خلاله الفنان التاكيد على اهمية التنوع الثقافي. لقد تفاعل جمهور البازيليك مع كلمات اغاني الفا بلوندى لانها لامست احاسيسه وعواطفه واحيت فيه مشاعر الانتماء القوية لافريقيا ورغبته في الانتصار لكل قضاياها من اجل حلم الانعتاق من الفوضى وكل مظاهر التخلف. وبكل حب وشغف انصت جمهور طبرقة الى الفا بلوندى وهو يغنى لقيم الحب والسلم والحرية ويعبر عن كل ما يخالج فكره وصدره بحثا عن الراحة وطمانينة النفس وحرية البوح بما يخالج القلب كما قال الفا بلوندى . وقع الكلمات لم يكن على حساب الموسيقي التي كانت محبوكة جيدا وذات ثراء وتنوع جمع بين اجناس والوان موسيقية مثل الروك والريقى والجاز خليط بين الالات الافريقية والغربية من اجل افراز موسيقي كونية وذات ابعاد انسانية تخاطب العقل والوجدان تتاملها وانت ترقص .