تونس 18 سبتمبر 2010 (تحرير وات،ايمان بحرون) - ستكون تونس في الفترة الفاصلة بين 18 و25 ديسمبر 2010 عاصمة دولية للموسيقى، حيث يلتحم من جديد اسم قرطاج العريق باسم تظاهرة ثقافية تنضوي في اطار سياسة الانفتاح على الاخر وجعل تونس مهدا للتلاقي والتزاوج بين حضارتها وحضارات الاخرين. وتشهد"أيام قرطاج الموسيقية" ميلادها باذن من الرئيس زين العابدين بن علي اذ اعلن بمناسبة اليوم الوطني للثقافة للعام الجاري، عن ميلاد هذه التظاهرة الموسيقية الجديدة والتي تم تسخير كل الامكانيات المادية والبشرية لكي تكون في مستوى التظاهرات الثقافية العريقة التي تساهم في تطوير القطاع من ناحية وفي اشعاع تونس في الخارج من ناحية اخرى على غرار"ايام قرطاج السينمائية" و"ايام قرطاج المسرحية". واكد مدير الدورة الاولى السيد كمال الفرجاني لوكالة تونس افريقيا للانباء ،انه يتم العمل على ان يكون هذا اللقاء الموسيقي الدولي الجديد متطورا في شكله ومضمونه، يعكس مختلف الانماط والاتجاهات في الموسيقى التونسية التراثية والحديثة بما تختزنه من اصالة وما تحمله من تجدد. كما يجري الاعداد على ان تؤثث مختلف فعاليات الايام، التي ستنتظم كل سنتين ،ابرز الاسماء الموسيقية على المستويين العربي والاسلامي في كل المجالات والقادرة على المساهة في اثراء الساحة الموسيقية الوطنية والتلاقي مع العاملين فيها بهدف ربط اسس للتعاون ولفتح افاق ارحب. ولئن تبدو"ايام قرطاج الموسيقية" بديلا لمهرجان الموسيقى التونسية، الا انها في الواقع تقطع تماما مع التظاهرة السابقة التي كانت تقام في اطار محلي وتعتمد اساسا على مفهوم التسابق والفوز. فالتسابق في هذه الدورة، والذي سيشمل مجالات الغناء والمعزوفات والعزف المنفرد على الة العود،هو جزء فقط من هذه التظاهرة ولكن نسبة حضوره فيها لم تمنع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، من تخصيص حوافز مادية هامة تتمثل في 30 الف دينارا للجائزة الاولى في مجال الغناء واطلق عليها اسم "التانيت الذهبي" على غرار ايام قرطاج السينمائية، و21 الف دينارا للتانيت الفضي، وتتراوح الجوائز في المسابقتين الباقيتين بين 10 الاف و7 الاف دينار. وقد تلقت لجنة تنظيم المهرجان،والتي تتكون من اسماء مشهود لها في المجال ،عددا كبيرا من مطالب الترشح للمسابقات الثلاث من تونس والبلدان المغاربية بالنسبة لمسابقتي الغناء والمعزوفات ومن العالم العربي بالنسبة لمسابقة العود التي تشترط على المؤهلين لنهائياتها ادراج معزوفة "لونغة حجاز كار كردي" للفنان احمد القلعي ضمن فقرات مشروعهم الموسيقي رغبة في مزيد التعريف بهذا الفنان التونسي على الصعيد العربي. وستكون مسابقتا الغناء والمعزوفات منفتحتين على كل الاشكال والقوالب الموسيقية من ناحية، وعلى كل الاتجاهات والتيارات الموسيقية من ناحية اخرى، حيث ستحضر الموسيقى التونسية بمقاماتها المحلية وبشكلها المتطور الى جانب الموسيقى الشرقية والغربية باشكالها المختلفة. وبين السيد كمال الفرجاني ان فعاليات الايام ستجعل تونس تعيش اجواء موسيقية عالمية متنوعة، حيث ستشتمل على عروض فنية تشهدها اشهر الفضاءات الثقافية بالعاصمة على غرار المسرح البلدي وداري الثقافة ابن خلدون وابن رشيق وقاعة الفن الرابع فضلا عن فضاءات اخرى داخل المدينة العتيقة. وتحيي هذه العروض مختلف الاسماء الفنية التي ستشارك في الايام من تونس والخارج والتي ستساهم سواء في لجان التحكيم او في ورشات التكوين في مجال العود او في الندوة الدولية العلمية التي يتعلق موضوعها ب"راهن الموسيقى في العالم". ان "ايام قرطاج الموسيقية" ،كما اراد لها رئيس الدولة، هي كسب جديد من المكاسب الثقافية للبلاد، يعمل القائمون عليها بكل جدية على خدمة المبدعين في القطاع الموسيقي والمساهمة في الحد من العراقيل التي تحول دون تحليق مطربينا وموسيقيينا عاليا كما هو الشان في القطاعات الثقافية الاخرى، حيث ستساهم هذه التظاهرة بانفتاحها على الاخر وسعيها الى استقطاب كل الفاعلين في المجال في العالم العربي والاسلامي، بان يتخذ قطاع الموسيقى في تونس المكانة التي هو بها جدير في محيطه الاقليمي.