نفطة 8 أكتوبر2010 /وات/ أعطى السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث مساء اليوم الجمعة بمدينة نفطة إشارة انطلاق الاحتفال بمرور مائة سنة على ميلاد الأديب والشاعر الكبير مصطفى خريف 1910-1967 وحضر هذا الموكب الاحتفالي عدد كبير من اهل الادب والثقافة والإعلام وثلة من الإطارات يتقدمهم والي توزر الى جانب السيد محمد مواعدة رئيس اللجنة الوطنية لهذه المائوية وعدد من افراد عائلة الفقيد وفي كلمة بالمناسبة اكد السيد عبد الرؤوف الباسطي حرص الرئيس زين العابدين بن علي على الاحتفاء بأعلام تونس المبدعين ممن ساهموا بمواهبهم وانتاجاتهم في تنشيط الحركة الثقافية الوطنية وفي تطويرها من منطلق ايمان سيادته بأن الفعل الثقافي هو في الاساس مصالحة مع الذات ومع مقومات الهوية وابرز الدور المحوري الذي تضطلع به الثقافة في مسار التغيير والإصلاح وفي منوال التنمية الشاملة والمستدامة مشيرا الى ان خيارات سياسة تونس الثقافية تعتبر المبدع ضمير الامة وتبوأ المثقف مكانة الشريك كما أنها خيارات تكرم المبدع وترفع منزلته وتحيطه بالرعاية والعناية وهو ما يتجلى من خلال إرساء سنة الاحتفاء بأعلام تونس ومبدعيها وتكريم الأحياء منهم ايضا. وقال الوزير أن الاحتفاء بمصطفى خريف يندرج في سياق هذه السنة الحميدة التي شملت عديد الاسماء من إبن خلدون الى إبن عاشور إلى الشابي والدوعاجي والجويني والجموسي وعلي بن سالم وستشمل اسماء أخرى في قادم الأعوام وذلك اعترافا بالفضل لكل من اخلص في خدمة تونس وامعانا في توطيد وشائج اعتزاز الجيل الحاضر والأجيال القادمة بالانتماء الى هذا الوطن وفي هذا السياق ذكر الوزير أن مصطفى خريف كان شاعرا مبدعا لكنه كتب القصة ايضا وكتب المقال النقدي والسانحة الأدبية وكتب الزجل والأغنية وتعددت اهتماماته في النثر وتنوع انتاجه فيه كما أنه اتخذ من الصحافة مهنة وكان من نجوم الإذاعة وتجلت من خلال إنتاجه الغزير والمتنوع اهتماماته بأمهات القضايا التي شغلت ابناء جيله الذي ضم اسماء لامعة من امثال الشابي والحداد والدوعاجي وكرباكة والعروي والجويني وصالح الخميسي مؤكدا ان إحياء ذكرى مائوية هذا المبدع وتكريمه إنما هو تكريم لجماعة تحت السور ولجيل من المبدعين ثار على البنى الفكرية المتكلسة ورفض الخنوع والخضوع للمستعمر ورفع راية التوجه التنويري والاصلاحي واسهم بذلك إسهاما قيما في إرساء قواعد الحداثة في تونس. واضاف الوزير أن المحتفى به خلد في أشعاره الزعماء الوطنيين أمثال المنصف باي والشيخ عبدالعزيز الثعالبي ومحي الدين القليبي والحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف. وكان انتاجه الادبي سجلا مواكبا لاحداث تاريخية ووقائع ثقافية وادبية عاشتها تونس وابرز الوزير من جهة اخرى حرص وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على ان يكون برنامج الاحتفاء بالمائوية في مستوى حرص رئيس الدولة على رد الاعتبار لهذا الاديب الشاعر حيث قامت الوزارة باعادة تهيئة روضته وترميمها ويجري العمل على اصدار اعماله الكاملة وستصدر هذه الاعمال ضمن سلسلة "امهات الكتب" هذا الى جانب ما سيحظى به اديب تونس الكبير من تنظيم لمعارض وندوات وملتقيات نقدية ستقام في مسقط راسه مدينة نفطة التي عرفت بمدينة كوفة الصغرى وفي مختلف ولايات الجمهورية لتسليط الاضواء على انتاجه حتى تظل تونس كما ارادها الرئيس زين العابدين بن علي وفية لرموزها واعلامها. وكان الوزير قد زار قبل ذلك روضة مصطفى خريف حيث دشن معرضا حول المحتفى به اعدته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث تضمن مخطوطات ومؤلفات وكتب تناولته بالبحث ومجلات وجرائد تحتوي على ما كتبه مصطفى خريف منذ العشرينات وما كتب عنه ايضا فضلا عن صور فوتغرافية له ولمعاصريه ووثائق سمعية.