تونس 25 أكتوبر 2010 (وات- تحرير فاطمة زريق) - مثل النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات باعتبارها القاطرة الجديدة للتنمية أحد الملفات الأساسية التي أولتها منظمة المرأة العربية برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية اهتماما خاصا من منطلق الوعي بأن تكنولوجيات عصر العلم والمعرفة تعد دعامة متينة لتمكين المرأة العربية. وقد تركزت جهود المنظمة في هذا الاطار على التحسيس باهمية الحد من الفجوة الرقمية بين المراة والرجل لما لها من انعكاس على دفع مسار تقدم الأمم والشعوب الذي أصبح يقاس اليوم بمدى القدرة على ضمان مشاركة فاعلة للجنسين في الأخذ بزمام المعرفة والتكنولوجيا وتطويعهما لخدمة أهداف التنمية. وادرجت هذه الجهود ضمن الأولويات التنموية لبرنامج عمل المنظمة التي تستعد لعقد مؤتمرها الثالث في اواخر الاسبوع الحالي حول موضوع //المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة// قصد تعميق النظر في سبل النهوض بالمرأة في كافة المجالات والميادين. وياتي الحرص على تيسير نفاذ المراة لتكنولوجيات الاتصال الحديثة تواصلا مع توصيات قمة تونس حول مجتمع المعلومات في نوفمبر 2005 التي أكدت ضرورة الالتزام بتمكين المرأة من المشاركة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وحفز اسهامها في صنع القرار. كما يندرج ضمن سعى الرئاسة التونسية لمنظمة المراة العربية إلى احداث المزيد من الآليات واعتماد تصورات وبرامج وخطط جديدة من أجل تقليص الفجوة القائمة في المجتمعات العربية بين المرأة والرجل واتاحة افاق ارحب وفرص اوسع امام المرأة العربية للمشاركة في كل المجالات. ذلك ان رئيسة المنظمة ترى أن التحدي الاساسي المطروح أمام المجتمعات كافة يتمثل في كيفية احكام توظيف التطور المتسارع في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال حتى يكون عاملا اضافيا ودافعا قويا للسمو بالانسان والارتقاء بالمجتمعات العربية إلى المستوى المأمول من الرخاء والتنمية العادلة والمتضامنة والمستدامة. وتماشيا مع هذا التوجه احتضنت تونس في الفترة الأخيرة عديد الملتقيات والندوات الدولية التي شكلت فرصا لتشخيص سبل تمكين المرأة من حقها في التحكم في تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وتمثل الندوة الدولية حول //المراة العربية امام تحديات مجتمع المعلومات// الملتئمة بتونس في 27 سبتمبر 2010 اخر هذه التظاهرات. وقد كانت مناسبة كذلك لعرض نماذج لنساء عربيات نجحن في التحكم في تكنولوجيات المعلومات والاتصال واستعمالها لادارة أعمالهن وتيسير أسباب عيشهن. وبالاضافة الى احتضانها لعديد اللقاءات شاركت تونس في اطار رئاستها لمنظمة المرأة العربية في ملتقيات ومؤتمرات دولية حول مجتمع المعلومات بما أتاح لها التأكيد على ضرورة دعم ولوج المرأة العربية إلى الشبكات الرقمية للاتصال والمعلومات بما يوفر لها فضاء اضافيا لخدمة قضايا تحررها ورقيها والاسهام في دفع مسيرة التنمية بالبلدان العربية. وفي هذا الاطار توجهت السيدة ليلى بن علي في المؤتمر العالمي لتكنولوجيا العلومات المنعقد في دورته الرابعة بالفيتنام في 26 أوت 2009 بدعوة إلى وضع برامج كفيلة بمكافحة الأمية التقنية لدى المرأة في الوسطين الحضري والريفي والتصدي لتهميش المرأة في بناء مجتمع المعلومات والاستفادة من ثماره. ونبهت حرم رئيس الجمهورية بالخصوص إلى خطورة تحول الطفرة التكنولوجية إلى أداة لبث الافكار المتطرفة وتكريس التمييز ضد المرأة والترويج له فكرا وممارسة داعية إلى توظيف هذه التكنولوجيا في نشر قيم المساواة بين الجنسين والتعريف بأبعادها الانسانية وتحويلها من مجرد نصوص واحكام تشريعية إلى ممارسات ثقافية وسلوكيات مدنية واجتماعية. ويعد مقترح إبرام ميثاق التضامن الرقمي الانساني، من ابرز المبادرات الرائدة التي تقدمت بها رئيسة المنظمة خلال هذا المؤتمر باعتبار ما يهدف اليه من تعزيز للقدرة على بناء فضاء معلوماتي واتصالي عالمي أكثر عدلا وانصافا. وقد حثت رئيسة منظمة المراة العربية لدى اشرافها يوم 12 أوت 2010 على افتتاح الندوة الدولية بعنوان //دور البحث العلمي حول المراة في دعم تكافؤ الفرص بين الجنسين// على دعم دور المرأة في حركة التنمية وادماجها في الميادين المستقبلية الواعدة وفي مسارات العلم والمعرفة والتكنولوجيا. وكانت تونس بادرت منذ سنة 2008 باحتضان منتدى المرأة العربية والفضاء الاتصالي المعولم دعت اليه السيدة ليلى بن علي ومثل مناسبة للبحث في واقع حضور المرأة في هذا الفضاء باعتبارها من بين القضايا الأساسية للنهوض بالمرأة العربية. وما فتئت رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية تؤكد على وجوب تحرك المجتمعات العربية قيادات سياسية ونخبا وجمعيات ومواطنين باتجاه إرساء واقع جديد يكفل تجاوز مكامن القصور التي تعانيها أغلب المجتمعات العربية والدفع نحو حيازة المرأة العربية المكانة التي هي بها جديرة كمواطنة مكتملة الحقوق والواجبات وكطرف أساسي في مسارات التنمية والتحديث. ويعتبر توفير الفرص المتكافئة للنفاذ إلى الشبكات الرقمية للاتصال والعلومات من بين المسالك الأساسية لضمان تساوي الحظوظ بين الجنسين وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية.