أخبار تونس – يكشف ترأس تونس لمنظمة المرأة العربية في شخص السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ما توليه البلدان العربية لتونس من تقدير لمنجزاتها في مجال النهوض بحقوق المرأة وفي المساهمة في دفع عجلة التحديث والتطوير في المنطقة العربية. وفي اطار تفعيل نشاط منظمة المرأة العربية احتضنت تونس في الفترة الأخيرة عديد الملتقيات والندوات الدولية تهدف إلى تشخيص سبل تمكين المرأة من ممارسة حقوقها في ادارة شؤون الحياة والمضي في مواكبة مسار التنمية ومن بين هذه الندوات الندوة الدولية حول "المرأة العربية امام تحديات مجتمع المعلومات" التي احتضنت فعالياتها تونس يوم في 27 سبتمبر 2010. ومثلت هذه الندوة مناسبة لعرض نماذج لنساء عربيات نجحن في التحكم في تكنولوجيات المعلومات والاتصال واستعمالها لادارة أعمالهن وتيسير أسباب عيشهن سيما وأن النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات يعد القاطرة الجديدة. وكانت جهود المنظمة قد تركزت على التحسيس بأهمية الحد من الفجوة الرقمية بين المرأة والرجل لما لها من انعكاس على دفع مسار تقدم الأمم والشعوب الذي أصبح يقاس اليوم بمدى القدرة على ضمان مشاركة فاعلة للجنسين في الأخذ بزمام المعرفة والتكنولوجيا وتطويعهما لخدمة أهداف التنمية. كما أدرجت هذه الجهود ضمن الأولويات التنموية لبرنامج عمل المنظمة التي تستعد لعقد مؤتمرها الثالث أيام 28 و29 و30 أكتوبر 2010 حول موضوع "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة" قصد تعميق النظر في سبل النهوض بالمرأة في كافة المجالات والميادين. ويأتي الحرص على تيسير نفاذ المرأة لتكنولوجيات الاتصال الحديثة تواصلا مع توصيات قمة تونس حول مجتمع المعلومات في نوفمبر 2005 التي أكدت ضرورة الالتزام بتمكين المرأة من المشاركة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وحفز اسهامها في صنع القرار، فضلا عن ان المؤتمر يندرج ضمن سعى الرئاسة التونسية لمنظمة المرأة العربية إلى احداث المزيد من الآليات واعتماد تصورات وبرامج وخطط جديدة من أجل تقليص الفجوة القائمة في المجتمعات العربية بين المرأة والرجل واتاحة آفاق أرحب وفرص أوسع امام المرأة العربية للمشاركة في كل المجالات. وفي هذا الاطار توجهت السيدة ليلى بن علي في المؤتمر العالمي لتكنولوجيا المعلومات المنعقد في دورته الرابعة بالفيتنام في 26 أوت 2009 بدعوة إلى وضع برامج كفيلة بمكافحة الأمية التقنية لدى المرأة في الوسطين الحضري والريفي والتصدي لتهميش المرأة في بناء مجتمع المعلومات والاستفادة من ثماره. ونبهت حرم رئيس الجمهورية بالخصوص إلى خطورة تحول الطفرة التكنولوجية إلى أداة لبث الافكار المتطرفة وتكريس التمييز ضد المرأة والترويج له فكرا وممارسة داعية إلى توظيف هذه التكنولوجيا في نشر قيم المساواة بين الجنسين والتعريف بأبعادها الانسانية وتحويلها من مجرد نصوص واحكام تشريعية إلى ممارسات ثقافية وسلوكيات مدنية واجتماعية. ويعد مقترح إبرام ميثاق التضامن الرقمي الانساني، من ابرز المبادرات الرائدة التي تقدمت بها رئيسة المنظمة خلال هذا المؤتمر باعتبار ما يهدف اليه من تعزيز للقدرة على بناء فضاء معلوماتي واتصالي عالمي أكثر عدلا وانصافا. وقد حثت رئيسة منظمة المراة العربية لدى اشرافها يوم 12 أوت 2010 على افتتاح الندوة الدولية بعنوان "دور البحث العلمي حول المراة في دعم تكافؤ الفرص بين الجنسين" على دعم دور المرأة في حركة التنمية وادماجها في الميادين المستقبلية الواعدة وفي مسارات العلم والمعرفة والتكنولوجيا. وكانت تونس بادرت منذ سنة 2008 باحتضان منتدى المرأة العربية والفضاء الاتصالي المعولم دعت اليه السيدة ليلى بن علي ومثل مناسبة للبحث في واقع حضور المرأة في هذا الفضاء باعتبارها من بين القضايا الأساسية للنهوض بالمرأة العربية. الفتاة العربية.. المبادرة والأبعاد إيمانا منها بأهمية دور الشباب في عملية النهوض بواقع المرأة العربية ورفع التحديات التي تواجه مسيرة تقدمها في شتى المجالات، أولت منظمة المرأة العربية اهتماما خاصا بهذه الشريحة من اجل تعميق شعورها بالمسؤولية وإتاحة الفرصة أمامها حتى تأخذ دورها الطلائعي في المجتمعات العربية. ويأتي اهتمام المنظمة في فترة رئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية بالشباب بصفة عامة والمرأة الشابة بصفة خاصة ليؤكد الحرص الثابت على مزيد دفع اسهام الشباب العربي في مسار النهوض بالمرأة بالمنطقة العربية. وتندرج هذه الدعوة ضمن سلسلة المقترحات التي تقدمت بها رئيسة المنظمة العربية والرامية إلى رفع مكانة المراة العربية والرقي بها من اجل النهوض بالمجتمع العربي ككل من خلال "تنمية وعي المجتمعات بحقوق المراة واعتبارها قيمة اجتماعية سامية تدرك بالمثابرة والسعي المتواصل". وقد تجلى هذا الوعي من خلال الجهود التي بذلتها سيدة تونس الأولى من اجل تفعيل دور هذه الشريحة ودعم انشطتها عبر "استراتيجية الشباب العربي لدعم دور المراة في بناء المجتمع" التي انطلقت منذ سنة 2006. ومثل برنامج "حوار الشباب العربي حول قضايا المرأة" الذي احتضنت تونس فعالياته في شهر جويلية الماضي في نسخته الثالثة أحد اهم البرامج التي تنفذها منظمة المراة العربية من أجل توفير مناخ يستثمر الطاقات الشبابية ويعزز اليات مشاركتها في رفع رهانات المستقبل.