أخبار تونس- اختتمت أمس الاثنين 27 سبتمبر بتونس أشغال الندوة الدولية التي نظمتها المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال "آيكتو" بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين حول "المرأة العربية أمام تحديات مجتمع المعلومات" تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة ورئيسة منظمة المرأة العربية. واشتمل برنامج الندوة على ثلاث جلسات حول "حق المرأة في النفاذ إلى تكنولوجيات الاتصال والمعلومات" و"سد الفجوة الرقمية بين المرأة والرجل: الواقع والآفاق" و"تكنولوجيات الاتصال والمعلومات أساس التطور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة" فضلا عن تنظيم مائدة مستديرة حول "تكنولوجيات الاتصال والمعلومات : آفاق واعدة للمرأة العربية". وجدير بالإشارة أن هذه الندوة انعقدت بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين العرب، أياما قليلة بعد انعقاد قمة مراجعة "الأهداف الإنمائية للألفية" التي عقدت بنيويورك والتي اهتم أحد محاورها ب "تخفيض الفجوة الجندرية وتمكين المرأة". ويمثل تنظيم هذه الندوة أحد السبل لتعميق النظر في سبل تعزيز المساواة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة العربية سيما من خلال الاستخدامات المتعددة لتكنولوجيات المعلومات والاتصال لمساعدتها على الاضطلاع بدورها في دفع مسيرة التنمية ببلدانها وفي تطوير مجتمع معلومات مستدام. وأكدت السيدة لمياء الشافعي الصغير كاتبة الدولة المكلفة بالإعلامية والانترنات والبرمجيات الحرة، لدى اختتامها أشغال الندوة، أن تونس تعوّل على المرأة في تيسير انخراط الأسرة في مجتمع المعرفة وتطويع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات لفائدة الناشئة بما يدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والتربوية والاجتماعية. وأكدت كاتبة الدولة سعي تونس المتواصل إلى مزيد تطوير قدرات المرأة وتأهيلها لتيسير اندماجها في الحياة الاقتصادية مع مواصلة دعم حضورها في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. من جهتها بينت السيدة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في افتتاح الندوة أهمية مراعاة قيم العدالة والمساواة بين الجنسين في سياق التقدم التكنولوجي المحرز في الدول العربية من أجل النهوض بواقع المرأة العربية التي تعاني في عدد من الدول من التهميش في قطاع العلوم والتكنولوجيا مؤكدة أن منظمة المرأة العربية تضع هذا الموضوع في صدارة اهتماماتها بهدف تنمية قدرات المرأة والاستفادة من ثمار التطور والحداثة. أما السيدة ببية بوحنك شيحي، وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، فأوضحت من ناحيتها في افتتاح هذه الندوة أن المرأة التونسية سجلت حضورا هاما في ميدان تكنولوجيات المعلومات والاتصال حيث ارتفعت نسبة انخراط الطالبات في اختصاصات تكنولوجيات الاتصال والإعلامية إلى 50 بالمائة من العدد الجملي للطلبة وقاربت نسبة المتخرجات في هذه الاختصاصات 47 بالمائة فيما تجاوزت نسبة المدرسات في المجالات المتصلة بتكنولوجيات المعلومات في الجامعة التونسية اليوم 42 بالمائة من مجموع المدرسين. وفاق من ناحية أخرى عدد العاملات بالمؤسسات العمومية المعنية بهذا الاختصاص ثلث العاملين بهذا القطاع. ثم تواصلت الندوة بتقديم نماذج لنساء عربيات من كل من موريتانيا ومصر والجماهيرية الليبية وتونس نجحن في التحكم في التكنولوجيا الحديثة واستعمالها لإدارة أعمالهن وتيسير ظروف عيشهن.
وأشار عدد من المتدخلين إلى نجاح التجربة التونسية في مجالي تعميم التكنولوجيا والنهوض بأوضاع المرأة التونسية الذي تؤكده النصوص التشريعية الضامنة لحق كل مواطن في الحصول على المعلومة وحماية المعطيات الشخصية والتي تمكن المرأة من الوصول إلى مواقع التسيير في كافة المجالات سيما منها الحقل الاقتصادي داعين إلى وأوصوا بالعمل على مزيد توعية المرأة بمزايا استعمالات التكنولوجيات الحديثة وتقديم المعلومة الإحصائية حسب الجنس والنوع الاجتماعي لمعرفة تطور انخراط المرأة في العالم الرقمي وتنظيم دورات تدريبية وتكوينية إلى جانب تبادل التجارب الناجحة في المجال بين مختلف البلدان العربية والقيام بدراسات مقارنة في المشاركة الفاعلة للمرأة في المجتمعات العربية.