تونس 1 نوفمبر 2010 /وات/ اكدت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة "فاو" ان جعل الزراعة اكثر "ذكاء" وقدرة على التكيف مع تحديات التغيرات المناخية والنمو السكاني من شانه ان يساعد على تلبية احتياجات سكان العالم من الغذاء. واوضحت المنظمة في تقرير لها ضرورة ان يرتفع الانتاج الزراعي في العالم بحوالي 70 في المائة خلال العقود الاربعة المقبلة اى بواقع مليار طن سنويا بحلول سنة 2050 لتوفير الغذاء للسكان الذين يتوقع ان يرتفع عددهم بنحو 40 في المائة مقارنة مع سنة 2005 ومما يزيد من قلق اخصائي الزراعة في المنظمة ما تسببه التغيرات المناخية من انخفاض في الانتاج الزراعي اضافة الى الحد من الاستقرار والدخل في العديد من المناطق التى تعاني حاليا ارتفاعا في مستويات الامن الغذائي. واعتبر اليكساندر موللر المدير العام المساعد للزراعة في منظمة الفاو ان " زيادة الانتاج الزراعي والتقليل من الخسائر بعد الحصاد وتحسين توزيع الغذاء في الدول النامية تعتبر من اكثر التحديات التى تواجه هذه الدول". واوضح المسؤول ان هذه العوامل تؤكد الحاجة لتطوير الزراعة وادخال تغييرات في عديد المجالات مثل قطاع انتاج الاغذية الذى يجب ان ينتج المزيد من الغذاء ويسهل على المزارعين ايصال انتاجهم للمستهلكين. ويعتبر التنوع الحيوى للمحاصيل عنصرا هاما لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الجوع وعاملا مساعدا على مواجهة الكوارث البيئية. وقد ساهمت الانواع الجديدة من الحبوب خلال السنوات الاخيرة في زيادة المحاصيل بنسبة 50 فى المائة وساهم الرى والاسمدة بالنسبة المتبقية. وكانت منظمة الفاو اشارت الى ان محاصيل جديدة سريعة النمو وذات انتاجية عالية ومقاومة للحرارة والجفاف والملوحة والافات والامراض مهمة لضمان الامن الغذائي في مواجهة تغير المناخ ويمكن تطويرها من خلال استخدام معلومات جينية موجودة في نباتات معينة مؤكدة الحاجة لمزيد من الاموال للحفاظ على التنوع الحيوى للمحاصيل وتحسين جمع واستغلال الموارد.. واكد المدير العام للمنظمة اهمية التنوع الحيوى مشيرا الى انه "قد يشكل الحل الرئيسي لمواجهة الاخطار المسلطة على الموارد الوراثية في القطاع الزراعي" موضحا ان "هناك الالاف من الانواع البرية النباتية التى تتطلب الجمع والدراسة لما تملكه من اسرار وراثية مكنتها من الصمود امام الحرارة والجفاف والفيضانات والملوحة والافات". وحذرت المنظمة من ان الفشل في الحفاظ على التنوع الوراثي للنباتات الزراعية والغذائية والبرية يمكن ان يكون سببا مهددا للامن الغذائي. وتقدر المنظمة ان 75 في المائة من تنوع المحاصيل قد فقدت خلال الفترة ما بين 1900 و2000 وان ما بين 16 و22 في المائة من النباتات البرية لمحاصيل غذائية مثل الفول والبطاطا والفاصوليا في طريقها الى الاختفاء بحلول سنة 2055 ونبه تقرير منظمة الفاو الى الحاجة الملحة لدعم الاستثمارات في الابحاث واستخدام التكنولوجيا والحوافر لضمان تطبيق ممارسات زراعية مقاومة لتغير المناخ خاصة وان الدول الاقل نموا تفتقر عادة الى ما يكفي من مواد لتمكين المزارعين من مواجهة تغير المناخ. واكد موللر ضرورة حصول المزارعين في البلدان النامية على المساعدة في جهود تخفيف تغير المناخ مبينا ان "القضية تتعلق بقدرات هؤلاء على زيادة انتاج الغذاء لسكان العالم . وعلى مجابهة الكوارث البيئية المحتملة من جراء التغيرات المناخية". وتواجه الزراعة في العالم تحديات كثيرة فاضافة الى ازدياد الطلب العالمي على الاغذية والعلف والالياف بمقدار الضعف تقريبا بسبب ارتفاع النمو السكاني فان المحاصيل تستعمل لانتاج الطاقة الحيوية ولاغراض صناعية اخرى. كما يتعين على الزراعة ان تتنافس مع المستوطنات الحضرية المتسعة للحصول على الاراضي والمياه وان تتكيف مع تغير المناخ وتساهم في التخفيف من وطاة تاثيراته وتعمل على حماية الانواع المهددة بالخطر والمحافظة على مستوى عال من التنوع البيولوجي.