بدأت اليوم الاثنين بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة أشغال الدورة الثالثة من اجتماعات الهيئة المديرة للمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية لدى منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة فاو . وتبحث الدورة التي تتواصل حتى الخامس من جوان الجاري ويشارك فيها ممثلون عن 120 دولة ومنظمة دولية واقليمية سبل تفعيل المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية وتعبئة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ ما رسمته من أهداف.وتهدف المعاهدة التي تم توقيعها سنة 2004 الى انشاء مخزون دولي مشترك من جينات النباتات يضم 1.1 مليون عينة تكون 64 محصولا غذائيا رئيسيا في العالم وضمان تبادل دولي حر لهذه الجينات ونقل المعلومات والتكنولوجيا اللازمة للاستفادة منها. وتؤمن هذه الجينات المواد الاولية التي يحتاجها مربو النباتات لتطوير أصناف نباتية جديدة قادرة على مقاومة التغيرات المناخية والافات والامراض النباتية غير المعروفة وتوفير منتجات أجود وذات قيمة غذائية أفضل. وتهدف المعاهدة أيضا الى حماية جميع أصناف النباتات التي ينتظر أن تشكل عماد الامن الغذائي الدولي خلال العقود القادمة حبوب وخضر... من تأثيرات الحر والبرد والتغيرات المناخية والافات والامراض اضافة الى تعميم استعمال أصناف نباتية جديدة غير مستغلة بعد. وأكد السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية في افتتاح الدورة أن المحافظة على الموارد الوراثية النباتية والاستغلال الامثل لها اصبح يشكل اليوم واكثر من اي وقت مضي احدى الاولويات باعتبار ما شهدته هذه الثروات من استنزاف عبر العصور ولاحظ ان تواتر الظواهر المناخية القصوى كالجفاف والانحباس الحرارى واندلاع الحرائق والفيضانات يحتم استعمال اصناف نباتية جديدة تتاقلم مع الظروف المناخية المتغيرة. وذكر بان الاصول الوراثية النباتية تعد المصدر الاساسي لاستنباط اصناف نباتية محسنة وراثيا ذات انتاجية عالية لمجابهة تقلص المساحات الزراعية في العالم من ناحية وارتفاع الاستهلاك الغذائي نتيجة النمو الديمغرافي من ناحية اخرى . ولفت الى أن هذه الموارد الوراثية التي تمثل المصدر الاساسي للغذاء تشهد تدهورا ملحوظا في تنوعها حيث تشير الارقام الى تصاعد نسق اندثار الاصناف الى اكثر من 100 مرة من النسق الطبيعي كما اندثرت حوالي 40 بالمائة من الغابات الطبيعية و10 بالمائة من الشعاب المرجانية. وأكد وزير الفلاحة والموارد المائية اهمية المعاهدة الدولية بشان الموارد الوراثية النباتية التي تمثل كسبا كبيرا للمجتمع الدولي في مجال صيانة الموارد الوراثية النباتية ذات العلاقة بالاغذية والزراعة اذ مكنت الى حد الان من ادراج 64 نوعا نباتيا تمثل حوالي 80 في المائة من الاغذية العالمية بهدف المحافظة عليها وتثمينها وتسهيل تبادلها ولاحظ أن هذه المعاهدة تحتاج الى مزيد تفعيلها لا سيما من خلال دعم الدول المتقدمة والجهات المانحة للدول النامية لمساعدتها على الايفاء بالتزاماتها وانجاز برامجها الوطنية في اطار هذه الاتفاقية. وأكد أن دعم التعاون الدولي في مجال الموارد الوراثية النباتية للاغذية والزراعة يعد امرا حتميا لدعم الاستقرار والامن في بلدان العالم واعادة التوازن الايكولوجي. وقدم الوزير بالمناسبة بسطة عن أبرز انجازات تونس في مجال المحافظة على الموارد الوراثية والتنوع البيولوجي وتشجيع البحث العلمي في مجال استنباط اصناف نباتية جديدة تتماشى مع التغيرات المناخية وضمان حقوق الملكية الفكرية للمستنبطين. وأفاد السيد موديبو تراوري المدير العام المساعد لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة فاو أن 120 دولة ومنظمة صادقت الى حد اليوم على هذه المعاهدة. وذكر أن نحو مليار شخص يعانون اليوم من الجوع وسوء التغذية ملاحظا أن توفير الطعام سنة 2050 لسكان العالم الذين سيبلغ تعدادهم 9 مليارات نسمة يستدعى مضاعفة ما تنتجه البشرية من محاصيل زراعية. وأشار الى أن توفير الغذاء بكميات كبيرة وبالجودة المطلوبة يستوجب تحسين انتاجية الموارد الوراثية النباتية وتطويرها حتى تكون قادرة باستمرار على مجابهة التغيرات المناخية والبيئية المتسارعة وهو نفس الهدف الذى تسعى الى تحقيقه المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية. وأعلنت الهيئة المديرة للمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية بالمناسبة عن رصد اكثر من نصف مليون دولار لمساعدة 11 بلدا على الحفاظ على مخزونهاالجيني النباتي الحيوى وهي كوبا وكوستاريكا وتنزانيا والسنغال والهند والاوروغواي وكينيا وتيكاراغوا ومصر والمغرب والبيرو. ويشار الى أن هذه هي المرة الاولى التي ترصد فيها الهيئة المديرة للمعاهدة اعتمادات مالية لتمويل مشاريع للحفاظ على مخزونات جينية نباتية بعدة قارات منذ دخول المعاهدة حيز التطبيق سنة 2004 .