تونس 6 نوفمبر 2010 (وات)- يعد كتاب "الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الاسلامية" احد الاصدارات الجديدة الهامة التي تناولت الفكر الاصلاحي والتجديدي لهذا العلامة التونسي الذي حظي باهتمام كبير من المفكرين والباحثين التونسيين والعرب والاجانب على حد السواء. وهذا الكتاب الصادر ضمن منشورات وزارة الشؤون الدينية بالاشتراك مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث يتضمن رصدا لوقائع ندوة علمية دولية نظمها الطرفان في شهر ديسمبر للعام الماضي احتفاء بمائوية ميلاد الشيخ الجليل التي اذن الرئيس زين العابدين بن علي باعداد برنامج كامل لها. واورد المشرفون على الإصدار في مقدمته جزءا من خطاب رئيس الدولة بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال سنة 2009 اكد فيه اهمية هذه الاحتفالية التي اعتبرها سيادته واحدة من الاحداث الهامة التي تعبر عما تزخر به تونس من تراث حضاري عريق وما تحتضنه من أعلام أفذاذ في مختلف العلوم والمعارف. وجاء في كلمة افتتاحية للسيد ابو بكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية انه "من عظيم الفخر ان ننتسب الى بلاد تحتفي بعلمائها وتباهي بمفكريها ومبدعيها وتحفظ الذاكرة الوطنية باحياء مآثر ابنائها الذين شاركوا في تحقيق مجدها، واخلصوا في رفع مقامها بين الامم ايمانا بان مآثر اولئك الأعلام المبدعين المصحلين نبراس تستضيء به الامة في حاضرها ،ورافد لتحقيق ما تنشد من رقي وسؤدد." وتضمن الكتاب مجموعة من المداخلات تم تقديمها خلال الندوة تتصدرها مداخلة للاستاذ الشاذلي القليبي بعنوان "الشيخ الفاضل بن عاشور من جمع بين الريادة الثقافية والزعامة الاجتماعية" تحدث فيها بالخصوص عن مدى مساهمة الاطار العائلي الذي عاش فيه العلامة في تيسير طلبه للعلم والتحصيل وعما تميز به من افكار تقدمية في المجالين الثقافي والاجتماعي. كما تضمن الكتاب عديد المداخلات الاخرى من بينها مداخلة لسماحة الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية حول موضوع الإفتاء والقضاء عند ابن عاشور ومداخلات لأساتذة وباحثين ومختصين من تونس والمغرب وليبيا ومصر والجزائر أضاءت جوانب هامة من حياة المحتفى به مثل مكانة العقل في فكره وأسس تجديد الفكر الديني وعلاقته بمجلة الاحوال الشخصية. واختتم الكتاب بكلمة لوزير الثقافة والمحافظة على التراث لاحظ فيها "ان الاحتفاء بهذا العلامة الى جانب كونه قياما بالواجب يعد تحفيزا لهمم الجيل الحاضر حتى يستحضر كل علامة مضيئة في تراثنا الاصلاحي ويعيد استقراءها بفكر متوقد يتدبر كل صغيرة وكبيرة".