قفصة 8 نوفمبر 2010 (وات)- احتضنت دار الثقافة يوسف بن محمد بالرديف بولاية قفصة مساء الاحد العرض الاول للفيلم الطويل "الساعة الاخيرة" للمخرج علي العبيدي. وخصص هذا العرض لثلة من الإعلاميين القادمين من العاصمة وتابعه أيضا عدد هام من شباب مدينة الرديف إلى جانب الإطارات الجهوية والمحلية. وقد اراد علي العبيدي ان يكون هذا الفيلم تحية لمسقط راسه الرديف وهو ما جعل عرض فيلمه الاول يتم فيها،كما اراده دعوة صريحة لتكريس اللامركزية الثقافية وتنطلق احداث الفيلم التي تتواصل على امتداد تسعين دقيقة، بصدور مقال في صحيفة /الجريدة/ يتحدث عن القائد القرطاجني "حنبعل" ماخوذ عن نص كتبه استاذ جامعي في التاريخ القديم، يفاجأ كاتب النص بنشره فيذهب الى مقر الجريدة لاستجلاء الامر فلا يجد من يصغي اليه، فمدير الصحيفة غير موجود ورئيس التحرير لا يعلم كيف وصل نص حنبعل الى المطبعة ونشر في صفحات الجريدة وهي المعروفة بمقالاتها المثيرة التي غالبا ما تجانب الحقيقة. ويقرأ ذلك المقال تاجر ينتمي الى اوساط التجارة الموازية والمضاربة فيجد ان هذا المقال يقصده ويلمح لانشطته التجارية المشبوهة والخارجة عن القانون ومنذ تلك اللحظة تتعقد احداث الفيلم وتتطور بنسق سريع، ليكشف الفهم الخاطىء لذلك المقال عن مجتمع يحكمه الفساد والافتعال والتعدي على المبادىء والقيم ،كما يقف المتفرج امام مشاهد تفضح سلوكيات بعض وسائل الاعلام ذات المنحى التجاري التي يستغل القائمون عليها المعلومة للمتاجرة فتصبح سلعة ورقما في معاملات اوساط غريبة عن مهنة الصحافة وتفقد هذه المهنة رسالتها النبيلة المتمثلة في البحث عن الحقيقة وانارة الراي العام. فيلم "الساعة الاخيرة" تطرق الى المعاناة اليومية التي يعيشها صحافيو جرائد الاثارة عند كتابة اي مقال، معاناة تبدا ببحث مضن عن موضوع مثير يخرج عن المالوف حتى وان جانب الحقيقة. هذه الصورة القاتمة عن الحياة المهنية لبعض الصحفيين نجح في تجسيدها ثلة من الممثلين من بينهم على الخميري في دور ناظر ابو عين( مدير صحيفة "الجريدة) والمنصف السويسي في دور (صابر الهادي الاستاذ الجامعي في التاريخ القديم) الذي اصبح صحفيا بالقوة وساسي القطاري في دور سميح سكريتير تحرير "الجريدة" ونصيب البرهومي في دور الصحفي عماد الثائر ورمزي عزيز في دور الصحفي الجدي والرافض لمنطق الاشياء الحاصلة. وتجدر الاشارة الى ان هذا الفيلم يعد الروائي الطويل الرابع في مسيرة علي العبيدي السينمائية والتي اراد تدعيمها بانشاء وحدة للانتاج السينمائي تولى قبل عرض الفيلم وضع حجر اساسها بمنطقة سيدي منصور بالرديف وبالتحديد بمنطقة "تباديت" وذلك بحضور عدد من الاطارات الجهوية والمحلية الى جانب الاعلاميين المدعوين لمشاهدة الفيلم.