تونس 26 نوفمبر 2010 (وات)- بلحني "كونشيرتو الياسمين" و"لمسات من الحياة" افتتح الاوركستر السمفوني التونسي أمس الخميس بالمسرح البلدي بالعاصمة اولى عروضه الشهرية للموسم الثقافي 2010-2011 بتقديم عملين للموسيقار التونسي المقيم بالمغرب جلول عياد. وقد تميزت الحفل بحضور السيدين عبد الروءوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث ومحمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الى جانب عدد من السفراء المعتمدين بتونس وجمهور تونسي واجنبي هام من احباء الموسيقى السمفونية. العرض انطلق حوالي السابعة والنصف مساء بعد ان اعتلى عازفو الاوركستر الركح بقيادة الموسيقار التونسي سام سليمان ،الذي يواصل تعويض الموسيقار احمد عاشور بسبب معاناة هذا الاخير من متاعب صحية، لينطلقوا في عزف لحن "كونشيرتو الياسمين" لجلول عياد. و"الكونشيرتو" في لغة الموسيقى السمفونية هو شكل موسيقى ينقسم عادة الى ثلاث حركات لكن الملحن تصوره في اربع حركات عنونها "سيدي بوسعيد" و"الحنين الى الطفولة" و"غناء البلابل" و"رقصة الياسمين" وقام بتوزيعها الكلاسيكي الغربي واعطائها الخط اللحني احمد عاشور فخضعت للنسق الموسيقى الذي يتميز به الكونشيرتو في بطء وسرعة حركاته. واعتبارا لان "الكمنجة" هي بطلة "كونشيرتو الياسمين" فقد امنت العزف عليها بامتياز السولو التونسية ياسمين عزيز التي حلت هي الاخرى ضيفة على الاوركستر السمفوني وعلى لحن جلول عياد لتوءمن بكمنجتها جانب العزف المنفرد فيه ولاحت في انسجام كبير مع بقية عازفي الفرقة على هذه الالة. الجزء الاول من الحفل قوبل بتصفيق طويل من الجمهور الحاضر الذي بدا ولهه بالموسيقى السمفونية شديدا،وكانت جوانب تميز العرض عديدة من بينهاالحضورالفني اللافت لاعضاء الاوركستر الذين قارب عددهم 65 والحالة الفنية التي بدت فيها ياسمين عزيز،تلك المولعة منذ سن الرابعة بالة الكمنجة والمتألقة في عزفها حيثما حلت لتقديم عروضها في بلدان العالم. الجزء الثاني من الحفل اعتمد على الة البيانو في تنفيذ لحن "لمسات من الحياة" لجلول عياد ايضا، وكونته 6 حركات مختلفة من حيث نسقهاوهي "جينيز" و"الدواحة" و"انتشاء" و"تاكيدالذات" "و"ابوتيوز" و"ثنائي مع القدر". وقد امن عملية توزيعها الموسيقي جان شارل بيوندي وجانب السولو فيهاعازف البيانو البلغاري المقيم في تونس تيودور بتروف ،وقد توفق بتواصله مع اعضاء الاوركستر في ايصال فكرة اللحن الى الجمهور الحاضر الذي عبر عن انتشائه بالتصفيق طويلا لهذا العمل. حفل الاوركستر السمفوني التونسي الاول في هذا الموسم الجديد كان خير انطلاقة له رغم غياب قائده احمد عاشور، ولكن الامتياز لهذا النوع الموسيقي توفر في عدة جوانب في الحفل الذي اختتم بلقاء استثنائي وبطلب من الجمهور بين ياسمين عزيز وتيودور بتروف، فتعانقت الكمنجة مع البيانو لتسجلا ذروة الحفل من التفاعل والانتشاء بين الحاضرين والعازفين. كما كان نجاح الحفل فنياوجماهيريا تاكيدا بان الموسيقى الكلاسيكية والسمفونية ،التي ستكون احد ركائز مدينة الثقافة في تونس، بدات تكتسب قاعدة جماهيرية قد تتطور مع الايام.