باردو (وات) - ساهمت أشغال التجديد والتوسعة، التي أنجزت بالمتحف الوطني بباردو، في الارتقاء به إلى مصاف المتاحف العالمية، ذلك ما عبر عنه وزير الثقافة مهدي المبروك لدى إشرافه مساء الأربعاء على افتتاح الفضاءات والأجنحة الجديدة لهذا المتحف. وأضاف الوزير خلال هذا الموكب الذي حضره بالخصوص عدد من الوزراء ورئيس المجلس الوطني التأسيسي، ان عمليات التهيئة والتوسعة التي شملت مساحة 9 آلاف متر مربع، ساهمت في مضاعفة المساحة الجملية للمتحف الوطني بباردو لتبلغ حوالي 20 ألف متر مربع. وأوضح السيد مهدى المبروك، أن أشغال التهيئة والتوسعة التي شهدها هذا المعلم التاريخي، تندرج ضمن خطة متكاملة لوزارة الثقافة تهدف إلى مزيد العناية بالتراث الوطني وصيانة المعالم الأثرية الوطنية بما يدعم السياحة الثقافية لتونس. وخصصت الجولة التي قام بها وزير الثقافة والوفد المرافق له، للاطلاع على مختلف الفضاءات التي شهدت عمليات تهيئة وتوسعة والأقسام التي تمت إضافتها، وما أدخل عليها من تحسينات وأشغال سعت بالخصوص إلى إبراز المخزون الحضاري لتونس عبر مختلف العصور والحضارات التي تعاقبت عليها. وقد سمحت المساحات الإضافية بتزويد متحف باردو بجملة من المرافق حيث أحدثت عمليات التجديد فضاءات حديثة متناغمة مع العمارة القديمة للقصر بما يتيح إبراز المجموعات المتحفية الثرية للمتحف عبر إضاءة تستجيب للمعايير الدولية وتسهم في إبراز المعروضات. ويعكس المتحف في ثوبه الجديد وطرق العرض المعتمدة، ثراء التراث التونسي وتنوعه، حيث خصصت ستة أجنحة جديدة اهتمت بفترة ما قبل التاريخ والفترة البونية والحضارة النوميدية وخصص جناح للكنز المستخرج من أعماق البحر في عرض سواحل المهدية وآخر لأواخر الفترة العتيقة والعصر الإسلامي. ويمثل الصحن الرئيسي للمتحف المزدان باللوحة الفسيفسائية الضخمة "انتصار نبتون"، مركز الاستقبال والاستعلام المفتوح لكافة الزوار وهو قادر على استقبال 2800 زائر في نفس الوقت. وستتيح الكتبية والمحلات التجارية والمعارض الوقتية والمكتبة متعددة الوسائط والورشات التعليمية الموجودة بالمكان، إضافة إلى مسارات الزيارة الواضحة الموضوعة على ذمة الزوار، تحويل المتحف إلى فضاء ثقافي متكامل. يشار إلى أن برنامج التهيئة الذي أنجز وفق المواصفات والمعايير الدولية، قد انطلق سنة 2009 وانتهى خلال ربيع العام الجاري، وسيساهم في الترفيع من طاقة استيعاب المتحف إلى مليون زائر سنويا.