تونس 16 ديسمبر 2010 (وات)- تم مساء يوم الاربعاء بقاعة سينما "المونديال" بالعاصمة احياء أربعينية فقيد السينما التونسية الطاهر شريعة باشراف السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وحضور عدد هام من اهل الفن والاعلام. وانطلقت هذه الامسية الثقافية التي نظمتها وزارة الاشراف بالتعاون مع مؤسسة "سنيب-لابراس/الصحافة"بعرض شريط وثائقي حول مسيرة الطاهر شريعة (1927-2010) تضمن شهادات لشخصيات اعلامية وسينمائية عرفت الفقيد عن قرب ومن بينها المنتج السينمائي التونسي نجيب عياد والمخرجة المصرية عطيات الأبنودي والأديب عبدالرحمان الكبلوطي والاعلامي منصور مهني الذي قدم مداخلة حول الفقيد بعنوان "حكايتي مع الطاهر شريعة" ابرز فيها مدى العلاقة الحميمية التي كانت تجمعه بالراحل. وفي كلمته بالمناسبة بين السيد عبدالرؤوف الباسطي أن الطاهر شريعة يعد من المؤسسين الرواد لمشروع التنمية الثقافية في تونس ابان الاستقلال، حيث كان من المعاضدين للوزير الاسبق للثقافة الشاذلى القليبى في انشاء كتابة الدولة للشؤون الثقافية الذين ساهموا في وضع الاسس المتينة التي سيقوم عليها هذا المشروع. وأضاف بأن "اب السينما التونسية" هو من اولئك البناة الذين اخذوا المسؤولية الادارية مأخذ النضال فتميز عمله بالبذل والعطاء وروح التطوع والايمان باهمية الفعل الثقافى في زمن بدايات التاسيس . وتطرق الى علاقة الرجل بالشأن الثقافي وأساسا السينما، فقد انخرط في نوادى السينما ثم ترأس الجامعة التونسية لنوادى السينما بعد تونستها وعمل على جعلها بفروعها المنتشرة في كل تراب الجمهورية محضنة ومدرسة لاشاعة الثقافة السينمائية في صفوف الشباب وغرس حب هذا الفن في النفوس وتوسيع قاعدة جمهور الفن السابع وتمكينه من امتلاك ادوات تذوق الابداع الجيد.الى جانب جعل هذه الجامعة مؤسسة لتكوين المخرجين والمنتجين والممثلين الذي رسموا الخطوات الاولى للسينما التونسية وما تلاهم من اجيال صنعت ربيعها. كما تطرق الوزير الى تاسيس الفقيد سنة 1966 لايام قرطاج السينمائية وتوليه ادارة دورتها الاولى مبينا استشرافيته في التفطن الى اهمية تحديد هويتها وملامحها وجعلها اول مهرجان عربى افريقي يحفز الابداع السينمائى العربى الافريقي الجاد ويلفت انظار العالم اليه ويعرف بمخرجين افذاذا امثال يوسف شاهين وعصمان صمبان. وبين اهمية اسهام الطاهر شريعة في ترسيخ تقاليد لهذا المهرجان بماجعله موعدا دوريا ينتظره اهل القطاع وجمهور الفن السابع للتلاقي والتبادل ومواكبة مستجدات الابداع العربي والافريقي في مجال الفن السابع مشيرا الى قيمته كاداة نضال وتعريف بافريقيا وامالها والامها. وختم الوزير مداخلته بالتاكيد ان ما قدمه الفقيد للثقافة في البلاد وفي القارة ككل جعله محل تقدير وعناية خاصة حظى بهما من الرئيس زين العابدين بن على الذي منحه سنة 2007 الصنف الاكبر من الوسام الوطنى للاستحقاق بعنوان القطاع الثقافى الى جانب احاطته برعاية سيادته السامية اثناء محنته الصحية. ويذكر انه تم خلال الامسية توزيع كتاب بعنوان "اربعينية فقيد السينما التونسية الطاهر شريعة" اصدرته الوزارة بالتعاون مع شركة سنيب لابراس/الصحافة، وتضمن تأريخا لمسيرة الفقيد بالصورة والكلمة ومجموعة من الشهادات القيمة.