تونس 21 ديسمبر 2010 (وات)-اختتمت اليوم الثلاثاء أشغال الندوة العلمية الدولية حول موضوع "الصناعة الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة" التي انتظمت على امتداد يومين في إطار الأنشطة الموازية للدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية وذلك بحضور ثلة من المثقفين والمهتمين بالمجال الموسيقي والاعلاميين. وتم خلال الجلسة الختامية تقديم جملة من المداخلات لأساتذة جامعيين من تونس حيث قدم الاستاذ سمير بشة قراءة في جدلية العلاقة بين التكنولوجيات الحديثة ومقاصد الهوية في الموسيقى العربية معتبرا ان الهوية الموسيقية إنتاج إبداعي له خصوصيات ثابتة ولكن عناصر هذه الخصوصيات متحولة ومن الضروري ان يعمل الموسيقي على تحريكها والبحث فيها والانفتاح على أنماط موسيقية جديدة عبر التكنولوجيات الحديثة مع الحفاظ على الأشكال التقليدية والسعي الى تطويرها. وفي مداخلة تحت عنوان /التربية الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة/ اكد الاستاذ خليل حفحوف على ضرورة استعمال التكنولوجيات الحديثة في الدرس الموسيقي داخل القسم وهو ما من شأنه إدخال جو من البهجة وحث التلميذ على الاقبال على المادة الموسيقية من خلال تدريبه على الاستماع الجيد للأصوات الموسيقية والتعود على تأليف المقطوعات. وأضاف ان استعمال الإعلامية في التدريس بصفة عامة هو خيار وطني لرفع الأمية الرقمية وضمان الجودة ملاحظا ان إدراج مثل هذه التكنولوجيات يسهل عملية التواصل بين المعلم والمتعلم مشيرا الى تميز ثلة من المدرسين في إنتاج برمجيات وأقراص تتماشى والدروس المبرمجة. وفي نفس السياق كانت مداخلة الاستاذ رضا بن منصور الذي تحدث عن التعليم الموسيقي وتحديات التكنولوجيات الحديثة مستعرضا نماذج من البرمجيات الموسيقية التي تساعد على مزيد إقبال الشباب على تعلم القواعد الموسيقية عبر التكنولوجيات الحديثة. أما الاستاذ حلمي بن نصير فتطرق الى موضوع توظيف التكنولوجيات الحديثة في التدريس الموسيقي الجامعي فابرز ان ظهور تقنيات جديدة تسمح بوضع الملفات الموسيقية وتداولها على محامل رقمية اثر بشكل ايجابي على آليات التعليم الاكاديمي ومكن الطالب من الاعتماد على منظومة التعلم عن بعد فأصبح باستطاعته استعمال الوسائل التكنولوجية لانجاز تأليفات موسيقية خاصة به. على صعيد آخر أكد عدد من المحاضرين في الندوة انه في ظل تنامي استخدام التقنيات الحديثة طفت على السطح إشكالات جديدة على المستوى الاقتصادي وكذلك القانوني فيما يتصل بحماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية والفنية وهي إشكالات مرشحة للتفاعل في الساحة الفنية حاضرا ومستقبلا .