سيدى بوزيد 22 جانفي 2011 (وات/ تحرير شوقي غانمي)- لا تزال ولاية سيدى بوزيد رغم عودة الحياة الطبيعية بها الى مختلف القطاعات، تعيش الأجواء الخاصة بالثورة والقطع مع النظام السابق اذ تشهد المدينة على امتداد ساعات النهار تحركات احتجاجية ومظاهرات تتفق جميعها على ضرورة التوقف عن تهميش الجهة ورد الاعتبار لها والاعتراف بحقها في التنمية والاقتصاد. وقد تعود أهالي الجهة يوميا على رؤية المظاهرات والمسيرات التي تنطلق غالبا حوالى الساعة العاشرة صباحا لتجوب الشارع الرئيسى للمدينة وعديد الشوارع القريبة منه للمطالبة بحل الحزب الحاكم سابقا وقطع الصلة مع مختلف رموزه اضافة الى محاسبة من تواطأ معه واساء الى الشعب. ولعل اللافت للانتباه ما قام به المتظاهرون لتغيير اسم /ساحة 7 نوفمبر/ المحاذية للشارع الرئيسى والواقعة قرب مركز الولاية الى/ ساحة البوعزيزى/ من خلال تركيز رخامة نقش عليها اسم الشهيد. كما تم نصب خيمة اطلق عليها ايضا خيمة البوعزيزى تبث منها الاغانى الوطنية التونسية والعربية. وفى نفس الساحة وبالتحديد بموقع النصب التذكارى يلاحظ المار صورة محمد البوعزيزى تتوسط عديد الشعارات التي تلخص جميع مطالب اهالى الجهة على غرار تعليق الدستور ومحاسبة رموز النظام السابق وحل الحكومة وغيرها من الشعارات. وقد أصبحت /ساحة البوعزيزي/ التي تمثل نقطة انطلاق ونهاية كل المظاهرات الاحتجاجية، مزارا لعديد المواطنين وقبلة لوسائل الاعلام الاجنبية التي تتوافد يوميا على الولاية. وغير بعيد عن هذه الساحة وبالتحديد أمام مقر الولاية يتوافد منذ الصباح الباكر مئات المواطنين رجالا ونساء شبابا وشيوخا لمقابلة المسوءول الاول بها ومناشدته تلبية مطالبهم المتنوعة واهمها طلب مواطن شغل او اعانات او تحسين المسكن او فض بعض الاشكالات القانونية. ولئن تبدو الحياة شبه طبيعية في شوارع مدينة سيدي بوزيد فان الاحياء المحيطة بها تشهد حركة نشيطة حيث استرجع متساكنوها نسق حياتهم العادي املين ان تعود الامور الى نصابها لكى يلتحق ابناوءهم بمقاعد الدراسة في ظروف امنة ومستقرة ومطمئنين الى قدرتهم على تغيير الواقع كلما احسوا بالظلم والجور.