تونس 29 جانفي 2011 (وات)- اعتصم صباح يوم السبت صحافيو دار العمل المنتمون إلى صحيفتي "الحرية" و"لورونوفو" في مقر عملهم بنهج روما بالعاصمة حيث طالبوا بتسوية وضعيتهم المهنية والمالية وتمكينهم من ممارسة "حقهم في الإعلام الحر والمسؤول" و"حقهم في الترسيم" مؤكدين تمسكهم ب"ضمان استمرارية عمل الصحيفتين" باعتبارهما مكسبا إعلاميا منذ سنة 1932 . ويعيش إعلاميو هذه المؤسسة وأعوانها الذين يبلغ عددهم حوالي 380 شخصا, وضعيات مادية صعبة حيث يلتزم اغلبهم بسداد قروض بنكية إلى جانب متطلبات الحياة اليومية. وأفاد عدد من الإعلاميين العرضيين، واغلبهم من الشباب، أن وضعياتهم المهنية غير واضحة إذ أن العديد منهم يتقاضى منذ سنين عديدة (17 سنة للبعض منهم) رواتب ضعيفة بالإضافة إلى أن العديد منهم لم يتمتعوا بمستحقاتهم المالية على غرار منحتي الإنتاج ومنحة الشهر الثالث عشر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وعبروا عن استيائهم لغياب وسيط لتبليغ أصواتهم والدفاع عن مصالحهم مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي رد عن مراسلاتهم إلى الحكومة الحالية التي طالبوا فيها بالتدخل العاجل لحل اشكالياتهم المادية العالقة وتدخل الدولة في المؤسسة والإشراف عليها لضمان استمرارية العمل وتوفير مناخ الاستقرار والأمان لكل الأعوان والإطارات التابعة للمؤسسة. وأكدوا تأزم الوضع خاصة بعد عودة الصحفيين الملحقين بالتجمع الدستوري الديمقراطي وبعديد المؤسسات الإعلامية والوزارات ليصل عدد الإعلاميين المتوقفين حاليا عن العمل إلى حوالي 80 صحفيا. وأكد السيد الناجي بغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي التحق بالمعتصمين، التزام النقابة بمساندة كل الصحافيين بغض النظر عن انتماءاتهم مشيرا إلى ان منطلق ثورة الشعب التونسي هي بالأساس المطالبة بالكرامة والحق في التشغيل. وأفاد بان المكتب التنفيذي للنقابة أجرى اتصالات مكثفة على مستوى مسؤولي التجمع الدستوري الديمقراطي باعتباره مرجع النظر بالنسبة لهذه المؤسسة الإعلامية فضلا عن الاتصال بالحكومة الحالية للوصول إلى حلول جذرية. كما أكد أن الأولوية في الوقت الحالي هي التوصل إلى حلول مادية عاجلة مبينا انه قد تم الاتفاق مع وكالة الاتصال الخارجي حول تحويل مستحقات الإشهار لفائدة المؤسسة. وللتذكير فان صحف /دار العمل/ قد توقفت عن النشاط منذ يوم 14 جانفي 2011 على خلفية كونها تعود بالملكية إلى التجمع الدستوري الديمقراطي. كما أن عددا هاما من الإعلاميين المنتمين إلى العديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية قد عبروا عن مساندتهم لزملائهم التابعين لدار العمل من خلال التوقيع على عرائض مساندة طالبوا من خلالها بالتدخل العاجل لاتخاذ حلول جذرية. وقد التحق اليوم بمقر //دار العمل// عدد من الصحفيين من مؤسسات إعلامية مختلفة لمساندة زملائهم المعتصمين.