بن عروس 7 فيفرى 2011 (وات) - الحق في السكن والعمل والكرامة شعارات رددها مواطنون جاؤوا من مناطق مختلفة اتخذوا من شقق الشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية "سنيت" بفوشانة مأوى لهم ولأطفالهم، أناس جاؤوا من كل حدب وصوب يحملون آمالا كثيرة في تغيير واقع مرير عاشوا خلاله ألوانا من الخصاصة والفقر. المواطنة بسمة بنت جدو من المحمدية أم لأربعة أطفال تحمل بين ذراعيها احدهم وتجر وراءها 3 آخرين يمسكون بثيابها حدثتنا عن عدم قدرتها على دفع معاليم الكراء مستظهرة بأوراق تريد أن تثبت لنا من خلالها صدق أقوالها. وعلا صوتها رويدا رويدا وبدت كلماتها مثل الرصاص وهي تصرخ بعد أن كانت في البداية خجولة وهو ما لفت أنظار بقية النسوة اللاتي تجمهن حولها بعدما انتبهن لوجود صحفية بالمكان لتأكيد حقهن في السكن. ويعتقد الشاب شكري العبيدي (من تونس ) المتحصل على شهادة الأستاذية في العلوم والتقنيات والعاطل عن العمل انه اضطر إلى الاستيلاء على إحدى الشقق لإيواء أمه وأخواته الثلاثة اللاتي تكفل بهن بعد وفاة والده. يجلس الشاب وقد بدا لوهلة من الزمن منهكا وكأنه لم ينم منذ شهور ويحدق عاليا وفي نظراته بصيص من الأمل في امتلاك هذه الشقة رغم علمه بان أصحاب الشقق الشرعيين قد تحصلوا على وعود بيع من الشركة. واستدرك في محاولة لتبرير موقفه قائلا "أن أصحاب هذه الشقق لهم دخلا شهريا يعيشون به أما نحن فليس لنا أي مورد رزق ولنا عائلات في كفالتنا" مقترحا تكوين لجنة مختصة تدرس وضعيات المتساكنين الذين استولوا على هذه الشقق بدون وجه حق. تجولنا دقائق معدودة في المكان المشبع برائحة الفقر قبل أن يعترض سبيلنا السيد محمد الفرجاني (من فوشانة) الذي توجه إلينا على اثر استجوابنا لبعض متساكني هذه الشقق ليخبرنا أن ابنه تحصل على وعد بيع من شركة "سنيت" على أمل أن يحصل على شقة يعيش فيها في استقرار تام بعد عشرة سنوات من التنقل بين بيوت الإيجار لكنه اليوم يجد نفسه أمام حيرة كبيرة وتساؤلات كثيرة. فهل ستسلم الشقق لأصحابها الذين انتظروا بفارغ الصبر التخلص من عبء الإيجار خاصة وان دخلهم الشهري لا يتجاوز 350 دينار أم لأناس يعيشون الفقر والخصاصة ويحلمون بغد أفضل لهم ولأبنائهم.