تونس 10 مارس 2011 (وات)- بعد مرور حوالي ربع قرن على مغادرته سدة الحكم وبالرغم من ان الرجل وتراثه السياسي كان محور العديد من البحوث والدراسات الاكاديمية ما تزال سيرة وشخصية الزعيم الحبيب بورقيبة الذي يطلق عليه التونسيون صفة/المجاهد الأكبر/تشد اليها الباحثين والكتاب، وخاصة من الذين عملوا معه من وزراء ومستشارين وفي هذا الاطار يندرج كتاب /بورقيبة..كما عرفته/ للوزير الاسبق والطبيب الخاص لبورقيبة الاستاذ عمر الشاذلي الذي صدر مؤخرا بتونس. تقديم هذا الكتاب /الحدث كان محور لقاء انتظم صباح اليوم الخميس بمكتبة /العيون الصافية/ بالعاصمة، بحضور الموءلف وعدد من المثقفين والجامعيين والاعلاميين. هذا الكتاب الذي نشر على نفقة الموءلف يحتوي على 600 صفحة من الحجم الكبير وهو بمثابة شهادة ضافية حول جوانب من سيرة بورقيبة .. من الكفاح الوطني الى بناء الدولة الحديثة وصولا الى التنحي عن سدة الرئاسة بسبب انقلاب قاده زين العابدين بن على . هي شهادة موثقة لرجل عايش عن قرب، ولسنوات طوال الزعيم ورجل الدولة الحبيب بورقيبة، حيث التقى به لاول مرة سنة 1933 وتابع مسار حياته بعد ذلك لمدة 40 سنة. ويزخر الكتاب بشهادات عن احداث وتواريخ كان لها وقعها الكبير في رسم وتحديد تاريخ تونس الحديث. وانجاز هذا الكتاب/ الوثيقة له ايضا دوافع ذاتية كشف عنها الاستاذ عمر الشاذلي الرجل في تصريح خص به وكالة تونس افرقيا للأنباء /وات/ حيث قال:/ لقد كنت دائما شديد الاعجاب ببورقيبة وبكاريزمية شخصيته/. واضاف /كما انني كنت مدفوعا برغبة قوية في اماطة اللثام عن الكثير من المغالطات وقلب الحقائق التي استهدفت الرجل في عهد الرئيس المخلوع بن على..كل هذه العوامل وغيرها دفعتني الى الكتابة وتقديم حقائق وشهادة حول ملابسات الانتقال من حكم بورقيبة الى اغتصاب السلطة من قبل بن علي/ . وشدد على /ان تعلة استفحال المرض وعدم قدرة الرئيس بورقيبة عن القيام بمسوءولياته في الحكم لا أساس لها من الصحة وأنها عارية من كل حقيقة، فكل من كان على اتصال ببورقيبة من تونسيين وأجانب خلال تلك الفترة قد صدموا بما قاله بن على وجماعته حول ما سمي أنذاك بعجز الزعيم الحبيب بورقيبة/ . ولد عمر الشاذلي سنة 1925 بالمنستير و درس الطب في جامعة ستراسبورغ أين تخصص في التشريح المرضي و شغل منذ 1960 مهام الطبيب الخاص للرئيس الحبيب بورقيبة وتولى في ماي 1986 وزارة التربية و التعليم العالي قبل أن يعين في ماي 1987 وزيرا مديرا للديوان الرئاسي واستمر في هذا المنصب الى غاية 7 نوفمبر1987 .