بنقردان 20 مارس 2011 (وات/ضحى طليق)- يعيش المستشفى الجهوي بمدينة بنقردان منذ بضعة أيام حالة طوارئ اشتدت أكثر مع بدء عشية امس السبت بعد تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بإقامة منطقة حظر جوي على ليبيا وتنفيذ ضربات جوية على الدفاعات العسكرية للعقيد القذافي. وأفاد مدير المستشفى سالم عيسى لموفدة (وات) أنه تم في هذا الإطار إحداث خلية أزمة صلب المستشفى تعمل بالتنسيق مع المستشفى الجامعي الحبيب ثامر بصفاقس ومستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير لتدعيم مستشفى بنقردان بالإطارات الطبية المختصة سيما في اختصاصات الجراحة والعظام والإنعاش. وأضاف أن كافة الإطارات الطبية وشبه الطبية وغيرها من الاعوان من سواق وعملة على اهبة الاستعداد لاستقبال الحالات الطارئة تعاضدها في ذلك المصحات الخاصة الخمسة بولاية مدنين وعديد الأطباء من كافة جهات الجمهورية. ورغم الامكانيات المحدودة لهذا المستشفى سواء من حيث الاختصاصات الطبية او التجهيزات والأدوات الطبية ووسائل النقل حيث لا تتوفر به سوى ثلاث سيارات اسعاف (واحدة صنف أ و2 صنف ب) إلا أن هنالك عزم قوي يحدو كافة العاملين به وروح تضامنية طبعت تعامل أهالي بنقردان وباقي افراد الشعب التونسي مع الأزمة في الشقيقة ليبيا وما رافق اندلاعها من توافد لآلاف اللاجئين. ويشار إلى أن كميات هائلة من الدواء تجمعت لدى هذه المستشفى من التبرعات. وقال كاتب عام نقابة المستشفى وعضو المبادرة الأهلية لحماية الثورة ببن قردان محمد الطيب موسى "ان قيمة هذه الأدوية كبيرة جدا وتعكس عظمة الشعب التونسي التي تجلت خاصة في مساهمات تبرع بها أطفال مدارس فقيرة جدا تحتاج هي بدورها للمساعدة " مشيرا الى أنه منذ اندلاع الأحداث بليبيا وصلت من كافة مناطق الجمهورية كميات هائلة من الأدوية والمساعدات لفائدة الشعب الليبي. ويجري إدخال الأدوية بالتنسيق المحكم مع ممثل الهلال الأمر الليبي بنالوت غرب ليبيا. وأضاف أن القيمة المالية لهذه الأدوية التي تم تجميعها داخل 10 قاعات في "مركز تجميع الأدوية من الشعب التونسي إلى الشعب الليبي" الذي هو في الأصل مبنى العيادات الخارجية للمستشفى الجهوية ببنقردان الذي لم يتم تدشينه بعد، تقدر بمئات آلاف الدنانير مبينا أن عديد المستشفيات بالجهة تحتوي على كميات هامة من الدواء إلى جانب كميات أخرى بقيمة مليون دينار مساعدات من الكويت سيتم اللجوء إلى استعمالها في حال نضوب الكميات الحالية. ويتولى حاليا عدد من الصيادلة الاشراف على عملية فرز هذه الأدوية وترصيفها في الرفوف المخصصة لها حسب اهميتها ونوعيتها كما تلقى المستشفى جملة من المساعدات، إذ قدمت مؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والانسانية منذ حوالي اسبوع جهازي تخطيط قلب وجهازي مراقبة انعاش وسريرين وآلة تعقيم وتعهدت بتقديم سيارة اسعاف من (نوع أ) ، وجهازي شفط وتتمثل المساعدة الانسانية الألمانية المقدمة من قبل جمعية "يوحانيتر" في لوازم وأدوات طبية بقيمة 25 الف دينار إلى جانب جهاز مراقبة انعاش قدمته منظمة أطباء بلا حدود.