تونس 10 أفريل 2011 (وات) - أجمع المشاركون في اختتام أشغال الحصة المسائية لليوم الثاني لورشة العمل حول "إصلاح الإعلام السمعي البصري" على حتمية اتخاذ الإجراءات اللازمة واحكام الاستعداد منذ الآن لإنجاح تغطية الإعلام السمعي البصري في مختلف المواعيد الانتخابية القادمة . وكان الحاضرون ركزوا في الحصة السادسة ضمن ورشة العمل التي تنظمها الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال اليوم الاحد على مسألة تغطية الإعلام السمعي البصري للانتخابات . واستمعوا في هذا الباب الى عرض قدمه رئيس المجلس الأعلى للسمعي البصري البلجيكي مارك جانسان أبرز فيه ان هناك مقاربتين رئيسيتين في عملية التغطية ,تتميز الاولى بقواعدها الصارمة وأطرها المحددة وتاكيدها على رصد ومتابعة كل المسائل ذات الصلة ,على غرار ماهو معمول به في فرنسا والمغرب وتقوم الثانية على التعديل المشترك وتحميل المسؤولية وهي مقاربة تعتمدها كل من بلجيكا وكندا وسويسرا. ولاحظ ان من خصوصيات النموذج البلجيكي استناده الى ثلاث مستويات, يحدد المستوى الأول منها تشريع مبني على أسس ديمقراطية من خلال الفصول والقوانين العامة التي تخص حرية التعبير والقانون الانتخابي فضلا عن القوانين المنظمة للفضاء السمعي البصري أما المستوى الثاني فيحدده أهل المهنة من خلال توصيات المجلس الأعلى للسمعي البصري في حين ترك المستوى الثالث للمؤسسة الإعلامية لتحدده حسب سياستها الداخلية. واوضح السيد أنور معلى الخبير الاستشاري في ميدان التواصل العمومي من جهته لدى استعراضه خصوصيات التجربة التونسية في تغطية الإعلام السمعي البصري للانتخابات أن تونس خاضت زمن الرئيس السابق خمسة مواعيد انتخابية خرق فيها النظام السابق القانون عديد المرات عبر إطلاق حملته الانتخابية قبل أربع سنوات من الموعد المحدد كما ادخل في كل مرة تعديلات على القانون الانتخابي بفتح سقف فترات الحكم وسن الترشح للرئاسة. واستشهد كذلك في هذا الخصوص بتعمد النظام السابق تأخير صدور البيان الانتخابي لحركة التجديد لأن أمينها العام قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية سنة 2009 وبعدم احترام الوقت المحدد لظهور الاحزاب في وسائل الإعلام السمعية البصرية. واثار المتدخلون خلال النقاش عديد المسائل والمعوقات التي من شأنها أن تحول دون تامين النزاهة في التغطية الإعلامية للإنتخابات المقبلة وعبروا عن خشيتهم مما قد ينتج عن كثرة الأحزاب المتنافسة من مشاكل عديدة في التغطية فضلا عن إمكانية استغلال بعض المترشحين للانتخابات وسائل اعلام اجنبية لترجيح كفتهم.