تونس 20 ماي 1102 (وات/تحرير ايمان بحرون) - كثر الجدل على مدار الأسابيع الماضية حول ما سمي "بتوجهات قناة نسمة التلفزية" التي ذهب البعض إلى حد اتهامها علنا بخدمة المصالح الامريكية في المنطقة. وقد تصاعدت مؤخرا حدة هذا الجدل وما يتبعه من تساؤلات في أعقاب استقالة المقدم الرئيسي للبرامج السياسية على شاشتها وتأكيد رفضه ل"توجهاتها". تساؤلات بحثت (وات) عن إجابات وتوضيحات حولها لدى نبيل القروي مدير عام "نسمة" والمسؤول الأول عن خطها التحريري. إجابات حاول فيها القروي تجلية الغموض الذي يلف حقيقة ما يحصل داخل هذه القناة التلفزية تونسية المقر مغاربية التوجه. كل المغادرين للقناة من صحفيين ومنشطين عزوا سبب مغادرتهم لتفطنهم لما اسموه ب"توجهات القناة"، فما هي توجهات "نسمة" في ما يتعلق بقضايا الراهن الوطني؟ نبيل القروي: أجزم ان ما يحاولون اقناع الناس به من توجهات تخدم مصالح على حساب الشعب التونسي هو غطاء يخفي فشلهم او عدم اتفاقهم مع ادارة القناة حول ملفات وقضايا لا علاقة لها بالتوجهات. وهنا اؤكد ان توجهاتنا هي الولاء لهذا الوطن فنحن نحب تونس حتى النخاع ولا نتلقى اوامر من الامريكان او من غيرهم نصرح بانتماءاتنا، وقد عملنا على اعطاء الفرصة لمختلف التيارات السياسية للتعبير عن مواقفها، ولا نخفي مثلا عدم دعمنا لاي حزب لا نقتنع بتوجهاته على غرار حركة "النهضة". ما حقيقة ما يثار حول كونكم تحديتم نظام بن علي ب"ايعاز من الامريكان" من خلال تقديم برنامج "مفاجىء" عن البوعزيزي تم فيه التهجم على اسماء من المعارضة الراديكالية للرئيس المخلوع ؟ نبيل القروي: أعتقد ان هذا الاتهام الذي ما فتئ البعض يروج له في الداخل والخارج ينطوي على اهانة لشخصي وتشكيك في وطنيتي. فما يجهله الجميع اننا قدمنا حلقة 30 ديسمبر 2010 حول ما وراء موت الشهيد البوعزيزي حرقا، من فساد سياسي واجتماعي واقتصادي بطلب من بن علي نفسه ولكن بتناول مختلف عما كان ينتظره وهو ما جعله يهدد بسجني وعرض القناة الى ضغوطات وتهديدات شديدة. كنت اعي وقتها ان ما سنقدمه انتحار جماعي ولكني كنت احد افراد هذا الشعب الذي يختنق يوميا بالجو الملوث في تونس، سايرت بنزر قليل النظام السابق ولكني قررت حينما جاءتني الفرصة ان اساهم في رحيله. وهنا اريد ان اوضح ان القناة لا تساهم باي شكل من الاشكال في تنفيذ المخططات الامريكية في المنطقة وانه لا دخل لطارق بن عمار او لسلفيو برلسكوني في خطنا التحريري. واتحدى من يثبت العكس. لكن اختيار هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارتها لتونس الاقتصار على محاورة قناتكم وفي مقرها بالذات نظر إليه البعض باعتباره نوعا من المكافأة لكم؟ نبيل القروي: انا لا أنفي ان اختيار السلطات الامريكية لقناتنا واستضافة كلينتون في استديوهاتنا كان مكافاة امريكية على الحلقة التي قدمناها ليلة 30 ديسمبر وساهمت في بداية الثورة الاعلامية على بن علي. ولكن هذا الاختيار مرده ايضا اننا القناة التلفزية التونسية الوحيدة "الجديرة" باستقبال كلينتون.