الذهيبة 5 ماي 2011 (من موفد وات/ محمد الصالح العبيدي)- يلمح قاصد منطقة الذهيبة هذه الأيام مرورا بمناطق /الرقبة، فقصر أولاد دباب فبئر 30 ورمادة/ توافد أعداد كبيرة من السيارات الليبية التي يبحث أصحابها عن ملجئ يحميهم عنف الصراع الدائر داخل التراب الليبي. وإبان دخول الذهيبة التي لا يتجاوز عدد سكانها 3 آلاف ساكن يمكن ملاحظة ارتفاع وتيرة الحركة بها//ربما لأن قدرها هذه الأيام أن تحتضن الوافدين من ليبيا هروبا من الصراع الدامي بين كتائب القذافي والثوار// مثلما أفاد بذلك إلى موفد /وات/حسين عامر أحد متساكني المنطقة. لقد تحولت القرية، ذات الطابع الجبلي والمناخ الصحراوي، الى منطقة اختلطت فيها العائلات التونسية بالعائلات اليبية ولا يبرر ذلك بالأسباب الجغرافية فحسب نظرا لقربها من دائرة النزاع في نالوت والجبل الغربي وبل إن عامل القرابة الدموية والمصاهرة جعلت الذهيبة تفتح ذراعها لاستقبال الأعداد الكبيرة للاجئين وهو ما أكده محمد رحال، أحد تجار المنطقة، الذي تحدث عن تجند كل أسرة ذهيبية لاستقبال خمسة أفراد على الأقل. ومن جانب آخر افادت أسرة الغربي الليبية، وقد اتخذت من أحد منازل الذهيبة مستقرا لها أن //وجودها يأتي في إطار الضيافة فحسب ولن يكون حالة دائمة.// وأكد أفرادها تمسكهم بالعودة إلى ليبيا مباشرة بعد تحسن الظروف الأمنية. وقد مثلت هذه المنطقة طيلة الفترة الأخيرة مسرحا لعمليات الكر والفر بين الكتائب والثوار مما جعلها تشهد اضطرابا في السير العادي لحياتها اليومية، لكن في المقابل لم تتوقف حركة السكان وفقا لمدير المدرسة الإعدادية بالذهيبة عمر لقنب الذي قال ل//وات// "اننا نتعامل بشكل إنساني سواء كان ذلك مع الثوار أو الكتائب من غير المسلحين//. وعلى صعيد آخر يلحظ المشاهد العادي بالذهيبة وجود حركة تبادل سلع كبيرة بين التونسيين والليبيين هذه الأيام، فقد اختار بعض الليبيين التفويت في أغنامهم مقابل مبالغ زهيدة وذلك خاصة على مستوى الطريق الجبلية /مرطبة/، 18 كلم عن الذهيبة، حيث يقول أحد الليبيين في هذا الإطار// ان بيع الأغنام هو الطريقة الوحيدة التي تمكن منها الحصول على المال لمجابهة لهذا الوضع الصعب//. وبخصوص أسباب التدفق الكبير للاجئين على معبر الذهيبة- وزان هذا الأسبوع وتقلص عددهم بالمعبر الحدودي رأس جدير برر محمد طبرقي أحد الثوار ذلك بسيطرة الثوار على الجانب الغربي من ليبيا مثل مناطق نالوت ووازن وكباو والرحيبات والزنتان التي تفتح مباشرة على الذهيبة بينما جهات الزاوية وزوارة وصبراطة وصرمان التي تفتح على معبر رأس الجدير ما تزال تحت سيطرة كتاب القذافي التي تمنع مرور اللاجئين باتجاه الاراضي التونسية من هناك. وقال في هذا الإطار مصدر عسكري تونسي مطلع بأن قوات الجيش والحرس الحدوديين ستبقيان ملتزمتان بالحياد التام ولن تنخرطا في الصراع الدائر في ليبيا بمناصرة طرف على آخر. ويجدر التذكير أن المعارك مازالت مستمرة هذا المساء بمنطقة /الغزايا/ اذ شوهد تصاعد دخان كثيف على تخوم المعبر الحدودي الذهيبة - وازن داخل التراب الليبي بالإضافة الى سماع دوي طلقات مدفعية كثيفة بالمناطق الليبية القريبة من الحدود التونسية تشير إلى تجد الاشتباكات بين الثورا وكتائب القذافي للسيرة على المعبر وازن - الذهيبة من الجانب الليبي.